أول العمود:

Ad

متى يتوقف اعتبار الجنسية الكويتية لُعبة للمزاج والتزوير؟

***

أود لفت الانتباه في هذه الكلمات القليلة إلى حاجة سكان الكويت الذين بلغ عددهم منذ يومين ٤,٧٢٣ ملايين نسمة، حسب موقع هيئة المعلومات المدنية، إلى متنفس يمارسون فيه مشاعرهم وطقوسهم الفطرية، أن يلتقوا، أن يتنفسوا هواء نقيا، أن يروا مناظر جميلة، أن يتحدثوا ويضحكوا ويلعبوا، والكل يشاهد الآخر في مكان متسع ومساحة خضراء تبعث على السعادة.

كنت قبل أيام قليلة مع صديق في حديقة الشهيد، تلك (الدانة) التي تقبع وسط مدينة عتيقة تزحف فيها قوالب الأسمنت بطريقة مقززة وعبثية. الحاجة إلى تلك الأماكن ضرورية للصحة النفسية، وهي أماكن قليلة في بلد كالكويت، فالمواطن المقتدر يشتري (وناسته) من ماله الخاص، إما بشاليه على البحر أو عقار في بلد آخر، لكن هناك الآلاف– كويتيين ومقيمين- من الذين يعتمدون كأي بشر في دول أخرى على مساحات يُعمرها القطاع الخاص أو الدولة من حدائق أو ملاهٍ، أو مراكز تجارية تتضمن وسائل للسعادة والمرح.

نستطيع القول إن أماكن المرح العامة في الكويت نادرة لأسباب تافهة، فحديقة الشهيد صنعتها جهة لا صلة لها بالإنشاءات، وكذلك مراكز الثقافة الجديدة، ونقول تافهة لأن بناء مركز مثل مركز جابر الثقافي لا يحتاج للسفر إلى القمر للحصول على مخطط هندسي من هناك، بمعنى أنه كان يمكن إنجازه بعد تحرير البلاد من غزو العراق كنوع من تضميد جراح سكان الكويت مما آلمهم.

ومن الأسباب التافهة في تأخير فكرة إسعاد الناس أن نوعية القياديين في القطاع الخدمي الحكومي لا يملكون رؤية شبيهة برؤية الفريق الذي أسس الواجهة البحرية والمدينة الترفيهية ومتنزه الخيران والجزيرة الخضراء، والتي تأثر معظمها بالإهمال حالياً، ومن المؤسف أن الكويت، هذا البلد الغني ليس فيه مدينة ملاهٍ! كان يمكن وبسهولة توسيد الأمر لأشخاص ذوي مقدرة وخبرة وهو ما لم يكن.

سلوك رواد حديقة الشهيد والأنشطة التي تحتضنها يتطلب عمل مجالات للسعادة في مواقع مختلفة من الدولة، فلربما ساهم ذلك في تقليل التوتر في الشارع، والعصبية المفرطة في السلوك، والتقليل من السفرات القصيرة، وتخفيف زحام الشوارع.