العلاقة بين المدرس وطلبته علاقة خاصة، تبقى في ذاكرة الطرفين فترة طويلة، وتصبح حديثاً يتردد كثيراً على مر السنوات. وإذا كانت هذه العلاقة صافية ومليئة بالمحبة والذكرى الطيبة، فإن ذكرياتها تبقى محفورة في الأذهان، ويستذكرها الطرفان دائماً بحماس وفرحة وود.

وقد دفعت علاقة المدرس الجاد المحبوب بطلبته المتميزين والمتفوقين إلى التواصل بعد الفراق، واللقاء بعد الابتعاد في مناسبات عديدة وظروف متنوعة.

Ad

وأتذكر قبل حوالي 10 سنوات، نظمت وأخي العزيز صلاح الموسى السيف لقاء بين أساتذتنا في منطقة العديلية، التي درسنا بمدارسها الابتدائية والمتوسطة والثانوية في السبعينيات وما قبلها، وبين مجموعة من الطلبة زاد عددهم على 300 طالب.

جاء اللقاء، الذي حمل عنوان "يوم الوفاء" في عام 2010م بصالة الميلم، وحضره خمسون مدرساً ممن تلقينا على أيديهم تعليماً طيباً، وبقيت ذكرياتهم عالقة في أذهاننا، رغم مرور أكثر من ثلاثين عاماً حينذاك.

وقمنا بتكريمهم، وهم أهل لهذا التكريم، ببرنامج جميل، اشتمل على بعض الكلمات ومعرض صور وتوزيع شهادات برعاية كريمة من العم راشد عبدالعزيز الراشد، وحضور حاشد غصت به الصالة.

من الذين حضروا اللقاء الأستاذ محمد جاسم حسين (أستاذ اللغة الإنكليزية ثم ناظر مدرسة العديلية المشتركة للبنين سنوات طويلة)، والأستاذ طايس الجميلي (الذي حضر من قطر خصيصاً لهذا اللقاء)، والأستاذ عبدالمحسن الحسيني (مختار قرطبة الحالي)، والأستاذ عبدالعزيز العمران (أول ناظر لثانوية العديلية للبنين)، وغيرهم الكثير.

وقبل حوالي ثلاثة أسابيع، تواصل معي د. جمال عبدالله العقيلي، وأهداني صورتين، إحداهما التقطت في عام 1963 بمدرسة ابن رشد الابتدائية بمنطقة الفيحاء، يظهر فيها الأستاذ عبدالله حسن كمشاد مع طلبته في الصف الثالث الابتدائي، والأخرى التقطت في عامنا الحالي للأستاذ عبدالله مع خمسة من طلبته المحبين له، الذين ظهروا في الصورة الأولى.

وأبلغني د. جمال أنه لم يستطع التواصل مع جميع الطلبة الذين في الصورة القديمة، لكنّه تمكّن من التواصل مع أربعة منهم، ثم تواصلوا مع أستاذهم عبدالله كمشاد وزاروه بتاريخ 5 فبراير 2019، وأهدوه درعا تذكارية، والتقطوا معه الصورة الثانية التي جاءت بعد 55 سنة من الفراق.

وتضم الصورة الحديثة (من اليمين) كلاً من: علي الشايع، ود. جمال العقيلي، وأ. عبدالله كمشاد، وعلي الدوخي، وبدر بورحمة، وسالم السالم. شكرا للدكتور جمال العقيلي وزملائه الكرام على مبادرتهم الوفية نحو أستاذهم الكريم الذي كان لمعاملته الطيبة، وجديته في عمله، وإخلاصه في أداء واجبه، الأثر الأكبر في طلبته الأوفياء الذين زاروه والتقوه بعد 55 سنة، معبّرين عن حبّهم له واعتزازهم به.