عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: قال "قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "لا يُبَلِّغُنِي أحدٌ من أصحابي عن أحدٍ شيئا، فإنِّي أحبُّ أن أخرج إليكم وأنا سَلِيم الصَّدر".

في هذا الحديث الشريف يتبين مدى اهتمام الرسول، صلى الله عليه وسلم، بسلامة الصدر، فهو ينهى ويحذر من أن ينقل إليه ما يوغر صدره، ويغير قلبه تجاه أصحابه الكرام، رضوان الله عليهم أجمعين.

Ad

حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ذكرني بموقفين حصلا معي أثناء عملي معلماً في وزارة التربية سابقاً:

* الموقف الأول:

علمنا في عام 1999/ 2000م بنقل مدير مساعد من الصليبيخات إلى مدرستنا في الخالدية، فتحرى بعض الزملاء عن المدير المساعد الجديد، فعلموا أنه عصبي، شديد المراس وصعب التعامل معه، فأجمعوا على مقاطعته وعدم التعاون معه عندما يأتي إلى مدرستنا، رفضت الاشتراك معهم في المقاطعة، وكانت النتيجة قطع علاقتهم معي!

* الموقف الثاني:

حصل في عام 2002 /2003م عندما جاءنا مدير مدرسة منقول من الفيحاء إلى الخالدية، فلم يحصل توافق بيني وبينه، ويقول الرسول، صلى الله عليه وسلم: "الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر اختلف". ومع مرور الأيام حصل خلاف شديد بيني وبينه، فطلبت على إثره النقل إلى قرطبة فتم لي ذلك.

العجيب في الأمر أن مديري السابق اتصل بمديري الجديد وأعطاه تقريرا شفويا عني ليوغر صدره ويغير نظرته لي!

ونصيحتي إلى كل مسلم ومسلمة الالتزام بحديث الرسول، صلى الله عليه وسلم، الذي ذكرته آنفاً، وعدم التحدث عن الآخرين بسوء، حتى لو اختلفنا معهم، لكي نكون من أصحاب القلوب السليمة التي أخبر عنها نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، فهل من متعظ؟ آمل ذلك.