نحتفل بمرور 58 عاماً على استقلال الوطن و28 عاماً على تحريره من براثن الغزو العراقي، ونستذكر في مثل هذه التواريخ من كل عام تضحيات شهدائنا الأبرار وأبطال القوات العسكرية ونضال المقاومة وصمود الشعب الكويتي وتمسكهم بشرعيتهم ونظامهم، ووقوف الأشقاء والأصدقاء معنا، وهو أمر ما زال خالداً في ذاكرة الكويتيين، وسيبقى كذلك ما حيينا، نذكّر به أجيالنا وأحفادنا ليعرفوا التاريخ.

مع كل ذكرى تمر علينا في كل عام يمتزج شعور الفرح بالحزن، حيث نفرح بتحرير وطننا الغالي ونحزن لتسيد الفساد ومؤسسته التي نسيت تضحيات هذا الشعب العظيم لتحرير وطنه، ولأن الفساد كارثة تهدم الأوطان دون أن تشعر به الأمة، خصوصا أن مرتكبيه من أبناء الوطن، فإن من الواجب أن نذكر أبناءنا ممن لم يشهدوا الغزو أو لم يدركوه بتضحيات من سبقوهم من أجل أن يعيشوا هم في وطنٍ محرر، وينعموا بخيراته، الأمر الذي يستدعي منهم أن يقوموا بدورهم في محاربة الفساد ومؤسسته التي لا تقل خطورة عن الغزو أو الأطماع الخارجية.

Ad

لقد بذل الأولون كل ما في وسعهم من تضحيات ونضال ليحافظوا على وطنهم من الأخطار الخارجية والداخلية ولكون الفساد أحد أنواع الأخطار الداخلية، فيجب أن نستوعب كمواطنين ومسؤولين خطورة هذه الآفة قبل فوات الأوان.

يعني بالعربي المشرمح:

حين نستذكر تضحيات شعبنا العظيم في تحرير وطنه من كل عام علينا وعلى المسؤولين أن يهبوا في وجه الفساد ومؤسسته التي طغت وتجبرت ونسيت تلك التضحيات لينفردوا بتدمير بلدهم بسبب طمعهم وجشعهم وعدم إدراكهم معنى الوطن والوطنية، وهو أمر يجب أن نعيد ذكراه، ونحذر منه في كل ذكرى وطنية تمر علينا، حتى نستنهض أبناءنا ليحافظوا على وطنهم وخيراته من جشع هؤلاء الغزاة، وندعو الله أن يحفظ وطننا ويديم عليه نعمة الأمن والأمان والازدهار.