بينما تخوض الولايات المتحدة معركة مع منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" والمنافسين حول اتجاه أسعار النفط العالمية (يريد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إبقاء أسعار النفط متدنية، في حين تأمل السعودية وروسيا بعد سنوات من الأسعار المنخفضة إعادة موازنة ميزانيتيهما من خلال رفع الأسعار عبر جولة جديدة من خفض الإنتاج) تروي لنا 12 ناقلة عملاقة تبحر عبر الأطلسي الكثير عن تغير ديناميكية الإمدادات في أسواق النفط العالمية.

وكانت الناقلات تبحر في طريق يمتد آلاف الأميال من دون شحنات ماعدا البعض من مياه البحر اللازمة للحفاظ على توازن الناقلة. وفي الأوقات الطبيعية كانت الناقلات تحمل نفوط الشرق الأوسط العالية الكبريت لتسليمها إلى المصافي في نقاط مثل هيوستن أو نيو أورليانز.

Ad

لكن هذه ليست أوقاتاً "عادية" وفي أعقاب اتفاقية منظمة "أوبك" التي قضت بخفض 1.5 مليون برميل يومياً أصبحت السفن تبحر من دون شحنات – وتفقد أرباحها خلال نصف رحلتها من أجل نقل الخام الخفيف، الذي تضخه شركات النفط الصخري الأميركية التي حولت بشكل مؤقت الولايات المتحدة إلى مصدرة للنفط لأول مرة في أواخر العام الماضي، بحسب بلومبرغ، وتلك تضحية كبيرة بالنسبة لأصحاب السفن، التي تقطع 21 ألف ميل من دون مردود.

وتقطع هذه الناقلات الاثنا عشر رحلات بطول 21 ألف ميل مباشرة من آسيا مروراً بجنوب إفريقيا، وهي لا تحمل سوى مياه البحر من أجل التوازن، لأن منتجي الشرق الأوسط يقيدون الإمدادات.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الأحجام الأميركية المتزايدة من الخام الخفيف يجب أن تصدر ولا يوجد ما يكفي من الناقلات العملاقة في المحيط الأطلسي للقيام بهذا العمل، لذا فهي تبحر فارغة.

وقال وارن باترسون وهو رئيس قسم استراتيجية السلع لدى بنك "آي إن جي" في أمستردام، إن "ما يدفع هذا هو سوق نفط أميركية تبدو مضاربة على الهبوط بشكل نسبي مع تقديرات إنتاج محلية تميل نحو الارتفاع وحشد متواصل للنفط الخام شهدناه خلال الأسابيع القليلة الماضية. وفي الوقت ذاته تدعم تخفيضات "أوبك" النوعيات الدولية مثل برنت وتخلق حوافز تصدير".

ويقول محللون، إن هبوط إمدادات "أوبك" دفع أصحاب السفن إلى التوجه نحو الولايات المتحدة لتحقيق نمو أرباح.

ويعول أصحاب السفن على صادرات الولايات المتحدة لمساعدة سوق الناقلات على تحمل قيود الإمدادات من منظمة الدول المصدرة للبترول والحلفاء بما في ذلك روسيا. ويطرح محللو الصناعة، الذين رفعوا تقديراتهم لما يظنون أن السفن سوف تحققه من أرباح في هذه السنة بعد إعلان "أوبك" في شهر ديسمبر الارتفاع في الشحنات الأميركية على شكل عامل مساهم.

وبحسب وسطاء الشحن توجد عادة 3 أو 4 ناقلات عملاقة تبحر فارغة إلى الولايات المتحدة في أي وقت واحد.

وأحدث هذا التحول تأثيرات عميقة في سوق نقل النفط. إذ إن الربح اليومي الذي تحققه ناقلة نفط عملاقة جداً تستطيع حمل نحو مليوني برميل من النفط القياسي من منطقة الشرق الأوسط إلى الصين، قد تضاعف منذ الأسبوع الماضي ليصل الى 29494 دولاراً بحسب معلومات بورصة البلطيق Baltic Exchange data.

وقال اسبن فجيرمستاد وهو محلل لدى فيرنلي سيكيوريتيز في أوسلو: "بعد موجة صيانة في ساحل الخليج الأميركي في الأسبوع الماضي تم استيعاب معظم الشحنات المتوافرة في حوض الأطلسي".

ومع اتساع فجوة العرض والطلب من جديد بين نفط غرب تكساس الوسيط وخام برنت نحو مستويات وصلت إليها خلال انهيار أسعار النفط في شهر أكتوبر تبدو تخفيضات إنتاج "أوبك" بازدياد مثل خيار صوفي: إما خفض الإنتاج والتخلي عن مزيد من الحصة السوقية إلى الولايات المتحدة (وتستفيد شركات النفط الصخري أيضاً من العملية لأنها أسهل في التحول إلى بنزين) أو التوقف عن الخفض والقبول بأن الأسعار سوف تبقى متدنية في المستقبل المنظور. وفيما ليس من الواضح ما سوف تقرره "أوبك" في اجتماعها المقبل في فيينا

(هل تستسلم أوبك والدول الأعضاء لطلب السعودية وتوافق على تحالف جديد يشمل روسيا وحلفاء سي آي اس مثل شركاء كاملين ؟) لكن شيئاً واحداً يبدو مؤكداً هو أن المنتجين في حوض بيرميان للزيت الصخري لا يظهرون أي إشارات على التباطؤ.

* زيرو هيدج - أويل برايس