بدعوة من الحركة الثقافية في لبنان والأكاديمية الاستشارية للتدريب ACT ومؤسسة الملكية الفكرية أقيمت ندوة في المكتبة الوطنية في بيروت حول كتاب نديم منصوري {موضوعات في علم اجتماع الإنترنت والتواصل الرقمي}، شارك فيها مدير عام ورئيس مجلس إدارة المكتبة الوطنية الدكتور حسان العكرة والباحث في علم الاجتماع الدكتور فريدريك معتوق.

Ad

علم جديد

قدم د. حسان العكرة الكتاب قائلا: {أنتجت التكنولوجية الرقمية ظواهر اجتماعية باتت تحتاج إلى ضوابط، وعندما لا يكون المجتمع قادراً على استيعاب حجم هذه الظواهر المتنوعة والمتعددة في مجالات الحياة الإنسانية، تصبح بحاجة إلى علم يدرسها هو علم اجتماع الإنترنت الذي يعلمنا به الدكتور نديم منصوري. ولعله من أوائل المشتغلين في هذا العلم الجديد عربياً ولبنانياً من خلال كتاباته ومؤلفاته ومشاركاته العربية والعالمية الغنية والكثيفة».

وأشار إلى جهود منصوري في هذا الإطار التي لم تتوقف عبر كتابات ومداخلات {بل ذهب أكثر نحو وضع سياسات واقتراح تشريعات ومواكبة القوانين الصادرة في هذا القطاع، فهو يضع، بالتنسيق مع المجتمع المدني النشيط في الحقل الرقمي والفاعلين فيه، مسودة اقتراحات لتعديل قانون المعاملات الإلكترونية الذي صدر أخيراً ويشوبه كثير من الملاحظات}.

أشاد عكرة بجهود منصوري في هذا المسار، وقال: {نعمل سوياً من خلال مجلس إدارة المكتبة الوطنية في وضع رؤية متكاملة للمكتبة نظهر من خلالها وجه التكنولوجية الرقمية الحقيقي الذي يقدم للإنسان التطور والارتقاء}.

بدوره قدم د. فريدريك معتوق مداخلة سوسيولوجية تفسر أبعاد علم اجتماع الإنترنت {كعلم جديد يعمل الدكتور نديم منصوري على تعريفنا إليه عربياً}، متخوفاً من مخاطر مجتمع الإنترنت الذي تحكمه بجانب منه العصبيات والذهنيات التقليدية، داعياً إلى ارتقاء الفكر الإنساني في علاقته مع التكنولوجية إلى مكان يخدم الإنسانية ولا يرجعها إلى زمن العصبيات، متمنياً على الجمهور قراءة هذا الكتاب الشيق والرصين.

التواصل الثقافي الرقمي

شكر د. نديم منصوري الحاضرين على مشاركتهم له {هذا اليوم الثقافي المميز في بيت الثقافة اللبناني المكتبة الوطنية}، مشيراً إلى أن كتابه الصادر حديثاً هو محاولة علمية مستمرة منذ عام 2007 في إيجاد تفسير علمي وسوسيولوجي للظواهر الناتجة عن التكنولوجيات الرقمية.

لخّص منصوري مضامين فصول كتابه الستة، وقال: {يشرح الفصل الأول النظريات المفسرة لمجتمع الإنترنت، بينما يندرج الفصلان الثاني والثالث ضمن الإطار التوجيهي لهذا المجتمع، فيتناولان موضوع الأبعاد الأخلاقية والانحرافات السلوكية في مجتمع الإنترنت. ويتحدث الفصل الرابع عن الدبلوماسية الرقمية وأهميتها في وضع سياسات التنمية، متناولا الحوكمة من خلال طرحه الدبلوماسية الرقمية، متطرقاً إلى وضع استراتيجية تطبيقية لها في لبنان، بينما يتناول الفصل الخامس المدينة الافتراضية وربطها بالمدن الذكية والتعايش العميق مع التكنولوجيا، شارحاً أشكال المدن المستقبلية كما إشكالياتها}.

وتناول منصوري في الفصل السادس والأخير من الكتاب موضوع التواصل الثقافي الرقمي العربي، عارضاً تفاصيله ومؤشراته، متحدثاً عن التواصل الثقافي الرقمي وضرورة تفعيل المحتوى الرقمي العربي والاهتمام باللغة العربية في هذا الإطار، مؤكداً إيلاء موضوع التواصل الثقافي الرقمي العربي الأهمية، وبالتالي إدراك أن يكون هذا الموضوع أكثر فاعلية عربياً.