تقوم شركة "جت آيرويز إنديا" التي أضعفتها الديون، وهي أكبر خطوط جوية كاملة الخدمة في الهند ببيع حصة أكثرية في مقابل روبية واحدة أي أكثر قليلاً من سنت أميركي واحد، وذلك على شكل جزء من خطة إنقاذ من جانب مقرضيها الرسميين، مما سيمنح هذه الخطوط الوقت لترتيب إصدار أسهم جديدة.

ومن المقرر أن يتم التصويت على هذه الترتيبات المعقدة في 21 فبراير مما يمثل الإنقاذ لواحدة من أبرز الشركات في وقت يتسم بالحساسية مع دنو الانتخابات الهندية العامة خلال أسابيع.

Ad

1 – ماهي «جت آيرويز»؟

كانت هذه الشركة على الدوام واحدة من أكبر ثلاثة خطوط جوية في العقد الماضي، وأسست من عميل تحول إلى رائد أعمال يدعى ناريش غويال بعد أن أنهت الهند احتكار الدولة على الطيران مطلع تسعينيات القرن الماضي.

وهي الآن مملوكة بنسبة 24 في المئة لشركة طيران الاتحاد في أبوظبي وتسيطر على 13.9 في المئة من السوق الهندي، وهو أحد أكثر الأسواق نمواً في العالم وتقوم أيضاً بتسيير رحلات إلى وجهات دولية بما فيها لندن وسنغافورة.

2 – لمَ تعرضت لمتاعب؟

بدأ عدد وافر من شركات الطيران الاقتصادية بإغراق السوق في منتصف عام 2000 ولم تعرض مزايا مختلفة لكنها كانت دقيقة في مواعيدها، وشرعت "جت آيرويز" بخفض أسعار تذاكرها والبعض منها لأقل من التكلفة. وإضافة إلى ذلك أضافت الضرائب الإقليمية التي وصلت إلى 30 في المئة على وقود الطيران المزيد من النفقات إلى الشركة فيما رفض الركاب الهنود الحريصون على التوفير دفع ثمن وجبات الطعام خلال الرحلات وبرامج الترفيه. وبخلاف الشركات الاقتصادية تعرض شركات الخدمة الكاملة مثل جت آيرويز مثل هذه الخدمات مجاناً في أغلب الأحيان. وقد خسرت جت آيرويز أموالاً في كل السنوات الإحدى عشرة الماضية باستثناء عامين ولديها ديون صافية تبلغ 72.99 مليار روبية (أي مليار دولار).

وبينما لم تصرح عن موجوداتها النقدية منذ 31 ديسمبر الماضي، فإن حسابات بلومبرغ تظهر أن لدى الشركة حوالي 3.55 مليارات روبية نقداً منذ نهاية السنة الماضية، كما تخلفت عن سداد قروض كانت مستحقة في 31 ديسمبر وأجلت دفعات إلى الموظفين والمؤجرين.

3 – ما الاتفاق المقترح؟

اقترحت مجموعة من المقرضين بقيادة بنك الدولة الهندي أخذ حصة تبلغ 50.1 في المئة لقاء روبية واحدة عن طريق إصدار 114 مليون سهم جديد وهي مناورة مسموحة بموجب إطار عمل وضعه بنك الاحتياط الهندي العام الماضي. وهذا الإجراء القابل للتطبيق بالنسبة إلى شركات ذات قيمة صافية سلبية يدعى خطة حل مؤقتة بقيادة بنك وتتطلب موافقة من كل المقرضين ومجموعة صناعة مصرفية والمؤسس غويال ومجلس إدارة شركة الاتحاد الإماراتية.

وعلى أي حال يتوقع أن تكون هذه البنية مؤقتة تسمح لشركة الطيران بجمع أسهم من مستثمرين وهو ما يغير بدوره من نموذج المساهمين.

وشركة "جت آيرويز" التي تحتاج إلى حوالي 85 مليار روبية من أجل الوقوف على قدميها من جديد في حاجة اليوم إلى جسر تلك الفجوة عن طريق ضخ أسهم جديدة وإعادة هيكلة ديون وتصرف بالأصول مثل بيع طائرات وتأجيرها. وفيما يعتبر اتفاق البنك ظاهرياً تحويلاً للديون إلى أسهم، فإن مستوى الديون سوف ينخفض بنسبة روبية واحدة فقط بمجرد اكتمال العملية.

4 – من يستثمر في الأسهم الجديدة؟

طرحت إدارة "جت آيرويز" تفاصيل طفيفة، لكنها قالت، إن المقرضين سوف يشاركون أيضاً في إصدار جولة جديدة من الأسهم إضافة إلى الأسهم الـ 114 مليوناً المخصصة.

وأجرت الشركة محادثات مع شركة طيران الاتحاد الإماراتية وتكتل مجموعة "تاتا" فيما عرض غويال ضخ ما يصل إلى 7 مليارات روبية إذا حافظ على حصته البالغة 25 في المئة.

وقد تستثمر الاتحاد حوالي 14 مليار روبية وتحتفظ بحصة تقل عن 25 في المئة، فيما قد يقدم صندوق الاستثمار والبنية التحتية الهندي ما يصل إلى 13 مليار روبية بحسب قناة اي تي الآن التلفزيونية.

5 – أهمية انقاذ شركة خاصة؟

سوف يواجه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي انتخابات خلال أشهر وانهيار شركة طيران – مع تعرض 23 ألف وظيفة للخطر – سوف يلطخ صورته كمقرب من الأعمال ويغذي الانتقادات القائلة إنه فشل في تنفيذ وعوده حول توفير فرص العمل.

ومن المحتمل أيضاً أن يفضي غياب جت آيرويز التي تتخذ من مومباي مقراً لها إلى رفع أسعار التذاكر وهي تسير رحلات إلى 37 وجهة في الهند. وقد تم إبراز حساسية هذا الأمر في العام الماضي عندما سعت حكومة مودي إلى الحصول على مساعدة من مجموعة تاتا.

6 – حدود المجازفة بالنسبة إلى شركة الاتحاد؟

المجازفة كبيرة، وقد ألغت الشركة العملاقة المكافحة، التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها وجهات سفر وخفضت آلاف المراكز ووضعت المكابح على توسع مكلف بعد تعرضها لنحو 3.5 مليارات دولار من الخسائر في عامين.

كما قلصت طلبات بقيمة 21.4 مليار دولار لشراء طائرات من بوينغ وآيرباص بعد فشل استراتيجية شراء خطوط طيران متعثرة حول العالم.

وسوف تغذي شركة جت آيرويز السليمة حركة السفر الى قاعدة الاتحاد في

أبوظبي وتنقل الهنود الى الولايات المتحدة وأوروبا.

7 – كيف تعمل الشركات الاخرى؟

أعمال الطيران في الهند صعبة تماماً. مع منافسة حادة تدفع أسعار التذاكر الى مجرد سنتين، وأنهت شركة خطوط كنغزفيشر التي أسسها قطب الأعمال فيجاي ماليا عملياتها عام 2012 بعد فشلها في تسديد ما عليها للبنوك والموظفين والمؤجرين والمطارات.

وكادت سبايسجت ليمتد أن تنهار بعد عامين قبل أن يتمكن مؤسسوها من السيطرة وإحياء الشركة، وتعمل آير إنديا التي تديرها الدولة عبر عمليات انقاذ تساوي مليارات الدولارات.

وبعيداً عن الاتحاد أقامت خطوط سنغافورة وايرآسيا مشاريع محلية، لكنها تتعرض إلى خسارة. ويوجد استثناء واحد يتمثل في انديغو التي تمكنت من تحقيق ربح عبر خفض التكلفة والصيانة المجزية والعقود الهندسية التي تم التفاوض حولها كجزء من طلبات أكبر لشراء طائرات.

● أنوراج كوتوكي - بلومبرغ