أهدى الفرنسي بول بوغبا إلى مانشستر يونايتد الفوز على مضيفه تشلسي أمس الأول، ليقود فريقه للدور ربع النهائي لكأس الاتحاد الإنكليزي في كرة القدم، مفقدا الفريق اللندني لقبه ورافعا من الضغط على مدربه الإيطالي ماوريتسيو ساري.

وثأر يونايتد لخسارته في نهائي الموسم الماضي أمام تشلسي بهدف وحيد، وهز شباكه مرتين على ملعب ستامفورد بريدج برأسيتي الإسباني أندير هيريرا بتمريرة حاسمة من بوغبا الذي سجل بنفسه الهدف الثاني.

Ad

وأكمل يونايتد عقد ربع النهائي منضما الى غريمه مانشستر سيتي بطل الدوري الموسم الماضي، وولفرهامبتون وكريستال بالاس وواتفورد وبرايتون، وفريقي الدرجة الإنكليزية الأولى (الثانية عمليا) سوانسي وميلوول.

وسيكون "الشياطين الحمر" ضيوف ولفرهامبتون في الدور المقبل، بينما يحل سيتي ضيفا على سوانسي بموجب القرعة التي سحبت ليل الاثنين- الثلاثاء.

وحقق "الشياطين الحمر" فوزهم الحادي عشر (مقابل تعادل وخسارة) في 13 مباراة في مختلف المسابقات منذ تولي النرويجي أولي غونار سولسكاير في ديسمبر، تدريب الفريق بشكل مؤقت حتى نهاية الموسم خلفا للبرتغالي جوزيه مورينيو الذي أقيل على خلفية سوء النتائج.

في المقابل، عانى ساري الذي يقود تشلسي في موسمه الأول، من خسارته الخامسة في آخر عشر مباريات في مختلف المسابقات، وسمع هتافات مشجعي الفريق مثل "لا تعرف ماذا تفعل" و"ستتم إقالتك في الصباح".

وقال ساري لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بعد المباراة: "أشعر بضغط النتائج بالطبع، وليس أي أمر آخر ، علينا العمل، علينا التحدث، علينا أن نكون تنافسيين، وأكثر تصميما في منطقتي الجزاء".

وتابع المدرب السابق لنابولي الإيطالي: "كنا غير محظوظين، لأننا لعبنا شوطا أول جيدا جدا، ولكن في نهايته كانت النتيجة 2- صفر"، مضيفا "لعبنا كرة قدم مربكة في الشوط الثاني. بعد الشوط الأول لم يكن من السهل اللعب في ظل هذه النتيجة".

من جهته، أبدى سولسكاير إعجابه بلاعبيه الذين تخطوا خيبة الخسارة صفر-2 أمام ضيفهم باريس سان جرمان الفرنسي الأسبوع الماضي في ذهاب الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا.

وقال "الأداء كان مذهلا وتكتيكاتنا أثبتت نجاحها. طلبت من لاعبي خط الوسط اعتماد الضغط العالي والدخول لمنطقة الجزاء".

وأضاف "هذه نتيجة هائلة. تعرضنا للانتقاد بعد مباراة باريس سان جرمان، لكن الجميع قاموا بما طلبناه منهم" في المباراة.

وجمعت المباراة بين فريقين يحملان في رصيدهما 20 لقبا في المسابقة التي يعود تاريخها الى مطلع السبعينيات من القرن التاسع عشر. وتوج يونايتد باللقب 12 مرة آخرها عام 2016 (بفارق لقب واحد عن حامل الرقم القياسي أرسنال)، مقابل ثمانية ألقاب لتشلسي آخرها في 2018. وحقق يونايتد فوزه الأول على الملعب اللندني بعد تسع مباريات.

وهي المرة الحادية عشرة التي يقصي فيها "الشياطين الحمر" حاملا للقب كأس الاتحاد، والأولى منذ إخراجهم مانشستر سيتي في موسم 2011-2012، بحسب موقع "أوبتا" للاحصاءات الرياضية.

إيقاع بطيء

وشهدت المباراة إيقاعا بطيئا ومحاولات خجولة في نصف الساعة الأول، برزت منها تسديدة قوية من البلجيكي روميلو لوكاكو لصالح يونايتد في الدقيقة الرابعة علت عارضة أغلى حارس مرمى في العالم الإسباني كيبا أريسابالاغا، أتبعها زميله المدافع كريس سموليغ برأسية بعد عرضية من الصربي نيمانيا ماتيتش، سهلة بين يدي الحارس الإسباني (9).

وانتظر تشلسي حتى الدقيقة 11 لتشكيل خطر جدي على مرمى الأرجنتيني سيرخيو روميرو، وذلك عبر ركلة حرة مباشرة نفذها البرازيلي دافيد لويز أبعدها روميرو بقبضتيه، لتعود الى الإسباني بيدرو غير المراقب في منطقة الجزاء، فسددها قوية أوقفها روميرو على مرحلتين.

وكانت هاتان المحاولتان الوحيدتان لتشلسي بين الخشبات طوال المباراة.

وبعد نحو ربع ساعة من تسديدة قوية له على المرمى أبعدها أريسابالاغا، نجح هيريرا في تسجيل هدفه الأول في كأس هذا الموسم، وافتتح رصيد يونايتد بمتابعة رأسية لكرة متقنة رفعها بوغبا من الجهة اليمنى (31).

وواصل بوغبا الذي جمعته علاقة متوترة بمورينيو، تقديم أداء لافت مع سولسكاير، إذ تمكن في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول من تسجيل الهدف الثاني لفريقه، والذي أتى بعد انطلاقة ماركوس راشفورد على الجهة اليمنى، ورفعه كرة عرضية الى داخل المنطقة ارتمى نحوها الفرنسي وحوّلها "سابحا" قوية برأسه اصطدمت بيدي كيبا وتابعت طريقها للشباك.

9 أهداف لبوغبا

وبات في رصيد بوغبا تسعة أهداف (وست تمريرات حاسمة) في 12 مباراة مع سولسكاير، مقابل خمسة أهداف في 20 مباراة هذا الموسم بإشراف مورينيو الذي أقيل في 18 ديسمبر الماضي.

وأبقى سولسكاير وساري على التشكيلة نفسها مع انطلاق شوط ثانٍ بدأه الفريق اللندني ضاغطا، لاسيما عبر اختراقات داخل المنطقة بأمل الوصول للأرجنتيني غونزالو هيغواين.

واختصر الشوط الثاني بأداء متواضع من تشلسي ومتراجع من يونايتد.

ومن المحاولات الخجولة التي قام بها الفريق اللندني، اختراق البلجيكي إدين هازار منطقة يونايتد من الجهة اليمنى، قبل أن يراوغ المدافع السويدي فيكتور ليندلوف ويسدد كرة حولها الدفاع الى ركنية لم تثمر (64). كما كانت للبرازيلي ويليان بديل بيدرو، ركلة حرة علت العارضة (70).

وبعيد نهاية المباراة، سحبت قرعة الدور ربع النهائي الذي تقام مبارياته في الفترة الممتدة بين 15 مارس المقبل و17 منه.

وأوقعت القرعة يونايتد ضيفا على ولفرهامبتون، بينما سيحل غريمه سيتي ضيفا على سوانسي سيتي. وتستكمل مباريات الدور بلقاءي ميلوول وضيفه برايتون، وواتفورد وضيفه كريستال بالاس.