تحت وطأة العقوبات الأميركية الخانقة، حذر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي حكومة بلاده من تلاعب الدول الأوروبية، التي رفضت انسحاب واشنطن الأحادي من الاتفاق النووي الإيراني، وتسعى لإنقاذه من خلال آلية تجارة مشتركة مع طهران.

وقال خامنئي، خلال استقباله حشداً من أهالي محافظة آذربایجان الشرقیة، إن "العداء الأميركي حيال إيران واضح، وقلب أعدائنا ينضح بالعداوة للجمهورية الإسلامية، ويتعين على مسؤولينا ألا يقعوا في خداع الأوروبيين... لا تنخدعوا بالأوروبيين".

Ad

في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي أن صبر إيران له حدود، مشدداً على ضرورة الإسراع في تنفيذ الآلية المالية الأوروبية الخاصة بالتعامل التجاري.

وذكر قاسمي أن "تلك الآلية تقدمت ببطء شديد، وهي تعد بداية العمل، علماً بأننا سنبدأ محادثات مع الجانب الأوروبي على مستوى خبراء من وزارة الخارجية والأجهزة الاقتصادية".

وكان وزير الخارجية محمد جواد ظريف اعتبر، أمس الأول، أن الآلية الأوروبية للتجارة لا تفي بالغرض، مضيفا أن "على ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بذل جهد أكبر لإظهار التزامها بالاتفاق النووي المبرم في 2015".

في السياق، جددت وزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل التزام بلادها بالاتفاق النووي. ونقلت وكالة الصحافة النمساوية عن كنايسل، قبيل توجهها إلى بروكسل لحضور اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أن الإدارة الأميركية تمارس ضغوطاً قوية على الشركات الغربية لمنعها من الاستثمار في الجمهورية الإسلامية.

وأشارت إلى أن الضغوط من شأنها أن تقوي "الفاعل الرئيسي في إيران، ألا وهو الصين، إذ ستحل شركاتها محل الشركات الغربية التي ستضطر إلى مغادرة طهران".

في هذه الأثناء، رأى الرئیس حسن روحاني، خلال تدشين المرحلة الثالثة من مشروع مصفاة نجمة الخليج، أنّ الشعب الإیراني یواصل طریقه نحو تحقیق الاكتفاء الذاتي، ولن یتمكن أحد من منعه من خلال فرض ظروف خاصة.

إلى ذلك، هدد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات الإيرانية محمد باقري بالتوغل في الأرض الباكستانية لملاحقة عناصر متشددة تنشط عبر الحدود.

وقال باقري: "إذا استمرت أنشطة مراكز التدريب ومواقع الجماعات الإرهابية في باكستان لأي سبب من الأسباب، فإن إيران تري من حقها المشروع والدولي، وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، أن تتدخل فوراً، وإذا لزم الأمر، لمواجهة هذه البؤر الإرهابية"، مضيفاً أن "باكستان تتحمل مسؤولية كبيرة في الدفاع عن حدودها وتطهير أراضيها المجاورة مع الجمهورية الإسلامية من الجماعات الإرهابية".

وتابع: "تم إنشاء قواعد سرية وشبه سرية من جانب الجماعات الإرهابية في باكستان، وجرى تدريبها وتجهيزها وتنظيمها من جانب السعودية والإمارات لخلق حالة من عدم الأمن والاستقرار داخل إيران".

ولفت إلى أن المحادثات مع المسؤولين السياسيين والعسكريين الباكستانيين بدأت جدياً بعد الحادث الإرهابي الذي وقع أخيرا في محافظة سيستان وبلوجستان وأسفر عن مقتل 27 من عناصر "الحرس الثوري"، وإصابة 13.

على صعيد منفصل، أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني إيجه إي، أن الجلسة الأولى لمحاكمة حسين فريدون، شقيق الرئيس روحاني، بتهم فساد ستُعقد يوم 9 مارس المقبل.

من جهة أخرى، كثفت الحكومة ضغوطها على النواب من أجل وقف مساعي استجواب روحاني في البرلمان، في حين قام 180 نائباً من نواب مجلس الشورى بتوقيع رسالة تدعم قيام بحرية "الحرس الثوري" بإيقاف سفن صيد صينية تقوم بالصيد في المياه الإقليمية الإيرانية بعد حصولها على رخصة من حكومة طهران.

وتسبب توقيف الحرس سفناً صينية في حالة من الجدل داخل المجتمع الإيراني، الذي انقسم بين مؤيد لخطوته على اعتبار أنه يتصدى لخطأ حكومي، وبين معارض يرى أنه يتخطى صلاحياته، ويضر بمحاولة الحكومة لجذب مصادر للعملة الصعبة.