تتنامى بالكويت في الآونة الأخيرة ظاهرة سرقة المسافرين على متن الطائرات، وخلال فترة الرحلة خاصة في الرحلات المسائية، وغالباً لا يقوم ضحايا تلك السرقات بالإبلاغ عنها لأنهم يكتشفونها متأخراً، أو لاعتقادهم بأنه من المستحيل التعرف على الجناة بعد انتهاء الرحلة، وتوجه المسافرين إلى وجهاتهم المختلفة، وغالبية من يتعرضون لتلك السرقات هم المسافرون الخليجيون وبصفة خاصة النساء منهم.

وتنتشر معلومات عن عصابات متخصصة تقوم بالسفر إلى وجهات محددة في دول الخليج العربي، وبصفة خاصة الكويت، وتمكث لأيام قليلة ثم تعود إلى موطنها في دول أوروبية وتركيا، بعد أن تقوم بعمليات سرقة لمحتويات الأغراض الشخصية للمسافرين، وينتقون الرحلات التي تقلع في منتصف الليل أو الفجر، ليغلب النعاس والنوم أغلب المسافرين، ويتم إطفاء أضواء كابينة الطائرة ليستغلوا تلك الفترة لسرقة المسافرين، سواء منهم مباشرة أو حاجياتهم من الخزائن أعلى مقاعد الركاب، وهناك معلومات عن تواطؤ بعض أطقم شركات الطيران مع تلك العصابات.

Ad

وتنتشر أخبار عن سرقة مبالغ كبيرة ومصوغات ذهبية ومتعلقات مختلفة من المسافرين خلال الرحلات الجوية التي تقلع من مطار الكويت، وبصفة خاصة الرحلات الليلية، وبشكل كبير على رحلات الخطوط العاملة إلى مدينة إسطنبول التركية، وبعض مدن غرب أوروبا، والرحلات الطويلة إلى أقصى شرق آسيا، وغالباً يجد الضحايا أنفسهم بلا حول ولا قوة، بعد اكتشافهم السرقة في مطارات أجنبية بعيدة، وهم غالباً من الكويتيين والخليجيين الذين يستهدفون بشكل أساسي من تلك العصابات المنظمة التي تقوم بتمشيط ركاب الطائرة واختيار ضحاياهم من بينهم.

هذه الظاهرة تتطلب من الإدارة العامة للطيران المدني أن توعي المسافرين، وتضع إعلانات لتشجع من يتعرض للسرقة على أي رحلة على أن يبلغ الإدارة عند عودته للبلاد، وأن تشجعه على عمل محضر إثبات حالة لدى شرطة المطار الذي يصل إليه، لرصد شركات الطيران التي تمارس عليها بكثرة هذه الأنشطة الإجرامية، كما يجب إعلام منظمة "أياتا" بهذه الممارسات الإجرامية، ووضع إجراءات لحماية أمتعة الركاب وأغراضهم الشخصية في خزائن الطائرة، ووضع تنبيه إلزامي للركاب عند إطفاء الإضاءة في كابينة الطائرة بالعناية بمقتنياتهم الشخصية، وعدم ترك الأشياء الثمينة دون رقابة دائمة خلال الرحلة، وكذلك تحديد مسؤولية طاقم الطائرة بحفظ الأمان للركاب خلال فترة إطفاء تلك الإضاءة.

وهنا نود أيضاً أن نوعي أهلنا في الكويت والخليج بأنكم مستهدفون بسرقات من أشخاص منظمين خلال الرحلات الطويلة على متن بعض شركات الطيران، وخاصة في الرحلات الليلية، لذا لا تتركوا أي أموال أو مقتنيات ثمينة في خزائن الطائرة، ولا تناموا فترات طويلة في الطائرة دون تأمين جيد لحاجياتكم وأموالكم، كما أن هيئات الطيران المدني الخليجية مطالبة بالتعاون لمكافحة هذه الظاهرة، وإعداد قوائم بأسماء المسافرين الذين يشتبه في ممارستهم هذه الأنشطة، أو يتهمهم المسافرون بقيامهم بتحركات مريبة في الرحلات الجوية، لمراقبة تحركاتهم بين المطارات، ومحاصرة تلك الأنشطة الإجرامية والقضاء عليها.