أجّل مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، أمس، بتّ انضمام إيران إلى جميع أقسام معاهدة FATF، وهو ما يشترطه الأوروبيون للمضي في الآلية المالية مع طهران المقترحة للاستمرار في تنفيذ التزامات الاتفاق النووي رغم خروج الولايات المتحدة منه.

وأكد مصدر مؤثر في المجمع، لـ "الجريدة"، أنه كان مقرراً أمس التصويت على شقين باقيين من المعاهدة، هما اتفاقتا Palermo وCFT، المتعلقتان بمكافحة تمويل الإرهاب بعد خلافات قوية بين أنصار الرئيس حسن روحاني وخصومه.

Ad

وأوضح المصدر أن عدداً من أعضاء المجمع شاوروا المرشد الأعلى علي خامنئي قبل أيام، بشأن التصويت وكان رده سلبياً، رغم أن 8 وزراء بعثوا رسالة هددوا فيها بالاستقالة إذا ما لم يلزم المرشد المجمع بالتصويت على الانضمام إلى كل أقسام FATF.

وأوضح المصدر، أن المجمع صوّت سابقاً على انضمام إيران إلى أحد أجزاء هذه المعاهدة، لتشجيع الأوروبيين على تقديم آليتهم للتبادل المالي المسماة SPV.

وأضاف أن تقديم الأوروبيين آلية INSTEX التي تغطي فقط بعض الأدوية والأغذية غير المشمولة بالعقوبات الأميركية، وإصرارهم على أن تنفيذها مشروط بالعضوية في FATF أثار ارتياباً لدى القوى الإيرانية المتشككة أصلا في التعاون مع أوروبا.

وأكد المصدر أن المرشد بات يشعر بطمأنينة أكثر بعد احتفالات الذكرى الـ 40 لانتصار الثورة الإسلامية ونزول الناس إلى الشوارع من جهة، وبعد أن انتهى مؤتمر وارسو من دون نتائج قوية، ولذلك فإنه يعتبر أن لا سبب لتقديم تنازل مجاني حالياً، في حين أن الانضمام إلى المعاهدة من شأنه أن يضع طهران وحلفاءها في المنطقة تحت المجهر.

وحسب المصدر، فإن الحرس الثوري يعتبر أن الأميركيين لديهم خطط لمحاصرة إيران عسكرياً قد تصل كذلك إلى حد شن هجمات إذا ما سنحت لهم الفرصة.

واضاف أن التقارير لدى "الحرس" تشير إلى أن الأميركيين نقلوا أجهزة تجسس وأسلحة متطورة جداً إلى قواعدهم العسكرية في العراق وسورية، ولهذا فإن "الحرس" يرى أنه يجب تكثيف تحركاته في المنطقة، بينما الانضمام الآن إلى FATF يحد من هذه التحركات.