لا شك أن المشاريع الضخمة للمستشفيات والمراكز الصحية في منطقة الصباح الطبية بالشويخ شمال مدينة الكويت، جعلتها حقاً مدينة صحية ضخمة، فهناك أكثر من عشرة مستشفيات ومراكز صحية فيها، شارفت على العمل خلال الأشهر القليلة المقبلة، بالإضافة إلى المرافق الطبية العاملة حالياً، في طفرة صحية كبيرة ستشهدها البلاد، إلى جانب المرافق الصحية التي تُنشأ في بقية أنحاء الكويت.

منطقة الصباح الطبية، كما أسلفت، أضحت مدينة طبية شبه متكاملة، تحتوي على جميع أفرع الطب وتخصصاته، على مساحة مترامية وموقع مميز على سواحل البلد، مما يمكنها من أن تصبح مركزاً طبياً إقليمياً، وربما دولياً في المستقبل، ولكن الخشية أن تُدمَّر هذه المرافق الجديدة وحديثة التجهيز بسوء الإدارة، وهو ما يتطلب مبادرة وطنية لبلورة فكرة المدينة الطبية الحديثة من خلال المستشفيات والمراكز الصحية في ذلك الموقع.

Ad

الكويت تمتلك حالياً نخبة من الأطباء المتميزين من أمثال د. إبراهيم الرشدان، ود. عبدالرزاق العبيد، ود. علي المكيمي وعشرات آخرين من المتميزين في جميع التخصصات الذين نفخر بهم، ولهم إسهامات في ابتكارات طبية عالمية وسمعة علمية ممتازة... فلماذا لا نستعين بهؤلاء لتحويل مدينة الصباح الطبية إلى مركز طبي إقليمي، وجعلهم في هيئة تأسيسية لصياغة هذا المشروع، ومشاركة القطاع الخاص لإنشاء البنية التحتية من فنادق ومراكز استشفاء، وتأهيل وتطوير الخدمات بالمرافق الصحية من "البورتر" الآسيوي المسكين في ردهات المستشفيات إلى طاقم طبي مساعد على مستوى عال؟

***

منطقة الصباح الطبية التي تمتلئ بالمشاريع الطبية الكبرى والمميزة تعاني كارثة مرورية، فالفوضى ومخالفة الأنظمة المرورية، والدخول عكس السير، ووقوف السيارات الذي يؤدي إلى تعطيل المرور، إضافة إلى إغلاق بعض الشوارع، كل هذه المشاكل، بالتأكيد، ستتضاعف عشرات المرات عندما تنتهي كل المشاريع ويراجع الآلاف المستشفيات هناك، مما يتطلب حلولاً جذرية، ولجاناً لتخطيط المنطقة مرورياً من وزارات الصحة والداخلية والأشغال العامة، إلى جانب إنشاء نقطة مرورية دائمة هناك، لكي لا ننجز مشاريع ضخمة ومهمة ثم يصبح في المستقبل دخولها مهمة شبه مستحيلة.

***

رغم المعاناة التي يعيشها مرضى مركز مكافحة السرطان وأهاليهم بسبب هذا المرض الخبيث، الذي نتمنى شفاء كل مريض يعانيه، فإن هناك معاناة أخرى وهي رائحة المجاري "كرمكم الله" المنتشرة في مدخل مستشفى بدرية الأحمد والمبنى كله، وفي مستشفى حسين مكي جمعة بصورة أقل، لذا نتمنى أن تحل وزارة الأشغال هذه المشكلة التي يعانيها جميع مَن يراجع ذلك الموقع، وأن تبادر وزارة الصحة إلى الطلب من الجهات الحكومية المعنية معالجة تلك الروائح الكريهة في المستقبل القريب.