مع اعتدال الطقس في الكويت وخروج الناس بكثرة الى الاماكن والاسواق العامة التي  تزدهر في مواسمها تشهد أسواق بيع الطيور والحيوانات الاليفة حركة نشطة واقبالا كثيفا من الزوار لشراء الطيور والحيوانات لتربيتها في المنازل والمزارع.

الا انه على مايبدو فان تلك الاسواق تشهد سوء عرض وعناية متردية بالكثير من الحيوانات لاسيما سوق الطيور الذي اصبح قديما ومتهالكا ويفتقر الى ابسط مقومات النظافة والصحة العامة ناهيك عن تكديس الحيوانات الامر الذي يتسبب في انبعاث الروائح الكريهة وانتشار الامراض والاوبئة بين الطيور.

Ad

وفي هذا السياق اعرب بعض رواد سوق الطيور في احاديث متفرقة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء عن املهم في ان يتم الاهتمام بصورة اكبر بالسوق والعناية بطريقة عرض الطيور والحيوانات الاليفة في المحلات.

ويعلل زوار تلك الأسواق سوء معاملة الحيوانات لعدد من العوامل منها عدم وجود خطة تطويرية لسوق الطيور اذ يتعين وجود نظام تهوية في المحلات لمعالجة الروائح الكريهة في السوق كما يتعين مراعاة القوانين والنظم والتشريعات المحلية والدولية المعمول بها بشأن الرفق بالحيوان ورعايتها.

وشددوا على ضرورة توفر الظروف الصحية المناسبة للطيور من خلال توفير حرية الحركة لها وتوفير الحظائر المناسبة والعلف الكامل الذي يتناسب وعمر الطيور ونوعها إضافة الى الصيانة الدورية للسوق مع التركيز على عقود النظافة الخاصة بالسوق.

واوضحوا ان بعض الباعة يخالفون القوانين بشكل علني في بيع الحيوانات والطيور الممنوع اصطيادها وبيعها بتحد للجهات المسؤولة كما يقوم بعضهم ببيع الحيوانات الأليفة على الرغم من ان ترخيصه فقط لبيع الطيور.

وقال محمد ميرزا وهو احد الزوار في حديث ل (كونا) ان سوق الطيور من الأسواق النشطة في الكويت على مدار العام ومن المؤسف قلة الاهتمام بتلك المنشأة بشكل عام مع ملاحظة انبعاث الروائح الكريهة منها لاسيما في فصل الصيف.

وأضاف ميرزا ان انبعاث الروائح الكريهة وعدم الاهتمام بنظافة السوق هو سبب رئيسي في عزوف البعض عن ارتياد السوق واصطحاب الاطفال تخوفا من تسببها بنقل الامراض لاطفالهم داعيا في الوقت ذاته الى العمل على تحديث السوق من خلال زيادة المساحة والتشديد على النظافة وادخال نظم التهوية الحديثة.

واوضح ان هناك نقصا شديدا في التوعية الصحية لدى باعة محال بيع الطيور وايضا لدى بعض المواطنين وذلك على الرغم من قيام الحكومة بتوفير العديد من اللقاحات والتطعيمات للطيور والحيوانات الاليفة بشكل مجاني.

وأشار الى ان الاهتمام بالحيوانات الاليفة والطيور يحتاج الى توعية مستمرة خصوصا بشأن توقيت اخذ اللقاحات السنوية والتي تقلل من الامراض والفيروسات التي تصيبهم على مدار الفصول المختلفة فضلا عن التوعية بنوعية الغذاء الأفضل والمناسب لها.  

اما عبدالله الظفيري فرأى في حيث مماثل ل (كونا) ان تلك الاسواق تشهد سوء عرض للكثير من الحيوانات اذ يتم تكديسها في اقفاص صغيرة وضيقة نظرا لضيق المكان ما يؤدي الى انبعاث الروائح الكريهة المسببة لانتشار الامراض بينها.

واوضح انه في المقابل يحرص الكثير من الباعة على الاهتمام بطريقة عرض الحيوانات غالية الثمن ووضعها في أماكن نظيفة ذات درجة حرارة مناسبة فيما يتم رمي باقي الطيور والزواحف الرخيصة امام المحال سواء في الطقس البارد او الحار صيفا لما يجلبه بيع تلك الحيوانات او الطيور غالية الاثمان من مردود يغطي تكاليف اكثر من 10 من الطيور على سبيل المثال لسرعة تكاثرها.

وقال انه بسبب ضعف الرقابة على تلك الأسواق ظهرت في الاونة الأخيرة ظاهرة انتشار عمليات صبغ صغار الحيوانات الاليفة كالقطط والأرانب والطيور كالصيصان بالألوان الغريبة لتغيير شكلها والوانها الطبيعية الامر الذي قد يتسبب بأضرار صحية لها.

واضاف ان تلك الأسواق تشهد حالات نفوق الكثير من الطيور والحيوانات الأليفة بطبيعة الحال الا ان عملية التخلص منها لاتتم بالطريقة الصحيحة اذ يتم رميها مع بعض الحيوانات الاخرى المريضة في سلات القمامة والمهملات ما يشكل مخاطر على صحة المواطنين والمقيمين.

واشار الى انه على مايبدو فان غالبية محلات بيع الطيور والحيوانات الاليفة لاتحرص حرصا تاما على تنظيف الاقفاص حتى بعد نفوق بعض الحيوانات فيها مما قد يساهم في نشر المرض والعدوى بين الحيوانات الجديدة كما ان البكتيريا الموجودة في السوق قد تنتقل مع المشتري الى منزله وقد تنقل لاطفاله او لحيواناته الاليفة الاخرى.

وعلى الرغم من جهود جمعيات الرفق بالحيوان التي تحاول معالجة تلك الحيوانات المريضة بشكل دائم الا ان محاولاتهم غالبا ما تصطدم بقلة الموارد المالية المتاحة إضافة لعدم وجود أماكن مخصصة مجهزة طبيا تتعاون معهم بشكل مباشر.