وسط استمرار التظاهرات المناهضة للحكومة في السودان، والتي انطلقت منذ 19 ديسمبر الماضي، توجه الرئيس عمر البشير، أمس، ولليوم الثاني على التوالي، بكلمة إلى «شباب السودان»، الذين يشكّلون جزءاً كبيراً من الحراك الاحتجاجي، معبّراً عن «احترامه الكامل للشباب الذي تظاهر بحثا عن أوضاع أفضل ولتحقيق مطالب اقتصادية».

وفي كلمته أمام حشد جماهيري بمنطقة الكريدة في ولاية النيل الأبيض، جدّد البشير تأكيده أن بلاده «تتعرض لمؤامرات ودسائس». وقال: «بعض الناس طلبوا تأجيل زيارتي لأنكم قد لا تقابلوني، وأنا رفضت التأجيل، وقلت لو قابلوني معناها عبرنا، وإذا رفضونا إحنا حنسلم الراية من جديد». وتابع: «نحن لا نبدّل ولا نغيّر مبادئنا التي جئنا بها إلى الحكم، كل القوى المعادية للإسلام لا يعجبها الاستقرار في السودان، والتآمر على السودان يهدّ الجبال، لكن السودان أقوى من الجبال وأثبت منها، رغم أننا نمرّ بحصار اقتصادي وإعلامي ودبلوماسي وحرب وتآمر».

Ad

وشدّد على أن «الحكومة تعلم أن هناك نقصاً في الوقود والخبز، لذلك، خرج شباب للتعبير، لكن المندسين دمروا وقتلوا المتظاهرين، وآخرهم الطبيب بابكر عبدالحميد، الذي قتل بسلاح غير موجود في السودان، ولا تستخدمه الشرطة، والهدف إثارة الرأي العام ضد الحكومة»، مشدداً على أنه يحترم خيار الشعب السوداني، وأن الفيصل هو صندوق الانتخابات.

وأول من أمس، عبّر البشير في خطاب أمام مؤتمر لحزبه «المؤتمر الوطني» في الخرطوم، عن «احترامه الكامل للشباب الذي تظاهر لتحقيق مطالب اقتصادية»، مضيفا أن «خروج الشباب في هذا المنحى مبرر، وتحقيق مطالبهم لا يتم بالتخريب»، ووعد بأن الدولة «ستحقّق لهم مطالبهم العادلة وستحلّ لهم مشاكلهم».

وشدد على «ضرورة الدفاع عن البلاد وحفظ أمنها ووحدتها واستقرارها وسلامة أراضيها وعدم السماح بتحويل الشعب السوداني الى لاجئين»، مشيراً الى أن «شعوب الربيع العربي يعيش جزء كبير منهم الآن في السودان»، محذرا من أن «أعداء الوطن يريدون تشتيت السودان وشعبه كما شتتوا شعوب اليمن وسورية، وهذا لن يحدث أبدا».

من ناحيتها، أصدرت «لجنة الأطباء المركزية»، إحدى الجهات المنظمة لاحتجاجات السودان، أمس، بياناً اعتذرت فيه عن إعلانها خطأ مقتل طفل في احتجاجات الخميس الماضي، وأوضحت أن «وقوع الخطأ نتيجة لثقتنا في مصدر موثوق، ونؤكد أن القتلى اثنان: الدكتور بابكر عبدالحميد ومعاوي بشير».

وكانت الشرطة أكدت أن شخصين قتلا في 17 يناير خلال تظاهرات في الخرطوم، في حين أعلنت «لجنة الأطباء» ان ثلاثة أشخاص قتلوا بينهم طبيب وطفل.

في المقابل، نظّم، أمس، «تجمع المهنيين السودانيين» تظاهرات حاولت التحرّك صوب مقر البرلمان في مدينة أم درمان، غرب الخرطوم، لتقديم مذكرة تطالب بتنحّي البشير، وهم يهتفون «حرية سلام عدالة»، الا أن شرطة مكافحة الشغب، تمكّنت من تفريقهم بقنابل الغاز المسيل للدموع.

كما خرجت احتجاجات مماثلة في مناطق أخرى، بينها مدينة مدني، ثاني أكبر مدن السودان.

المحامون بدورهم، سيّروا موكباً لتسليم النائب العام مذكرة تحوي مطالب بتحريك بلاغات جنائية ضد نائب الرئيس السابق، علي عثمان طه، والقيادي في «حزب المؤتمر الوطني»، الفاتح عزالدين، بتهمة «الإرهاب والتحريض على قتل مواطنين».

وفي الوقت ذاته، دعت لجنة غير حكومية للمعلمين إلى الدخول في إضراب بدأ أمس، ويستمر أسبوعاً.