يضيء المصور جابر عبدالعالي الهندال في الجزء الثاني من كتابه «عكوس أَوّل» على جوانب متنوعة من تاريخ الكويت في مجالات مختلفة، تعد سجلاً مهماً للراغبين في الدراسة والبحث في التاريخ المحلي. وعبر 15 فصلاً موزعة على 266 صفحة يسبر الكتاب جوانب مهمة من الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى الحرمة الفنية والثقافية في الكويت.

جاءت الفصول في الإصدار كالتالي: شيوخ الكويت، ومأدبة عشاء على شرف الملكة إليزابيث الثانية في قصر السلام، ومناظر عامة للكويت، وصور جوية، وبوابات السور، والسوق والمهن، والشرطة، وثانوية الشويخ، والتعليم، والكشافة، ومدينة الأحمدي، ومحطة أم العيش، وافتتاح مكتب البريد العام، ومسرح كيفان، وصور متنوعة. وتعني كلمة عكاس في اللهجة الكويتية «مصور»، وكان الكويتيون يلقبون من يعمل في مهنة التصوير باسم عكاس، أما الصورة فهي «عكس» وجمعها «عكوس».

Ad

أمراء الكويت

في فصل شيوخ الكويت، ينشر الهندال صوراً متنوعة لحكام الكويت وشيوخها ومن بينها صورة لحاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر الصباح، وصورة نادرة للشيخ عبدالله السالم مع الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود. كذلك يتضمن الإصدار صوراً لأمراء الكويت، سمو الشيخ صباح السالم، وسمو الشيخ جابر الأحمد، وسمو الشيخ سعد العبدالله، وسمو الشيخ صباح الأحمد.

مكونات المجتمع

يقول المصور الفوتوغرافي جابر عبدالعالي الهندال عن إصداره «عكوس أَوّل» أن الصورة أصبحت شاهداً على التاريخ، وكلما كانت قديمة اكتسبت أهمية يتنافس في الحصول عليها الباحثون لأنها تحمل في إطارها مكونات المجتمع الحقيقية آنذاك، معتبراً أن الصورة الفوتوغرافية إحدى أجمل الوسائل المبتكرة التي تساعد على إنعاش ذاكرة من يشاهدها، إذ يسترجع من خلالها حدثاً أو مناسبة معينة كانت لها ذكرى في الماضي أو ستصبح لها ذكرى في المستقبل، فالصورة تعتبر إحدى الوسائل المهمة في حياتنا نسجل ونوثق بها ذكريات ماضينا الجميل وحاضرنا المتنوع بالأحداث.

حول طريقة تصنيفه الصور في الإصدار، يوضح: «إيماناً مني بأهمية الصورة جاءت فكرة جمع الصور النادرة والخاصة بالكويت وأهلها في الماضي، والتي لم يسبق لها النشر لأرتبها على هيئة فصول، في كتاب يكون في متناول الجميع يحمل عنوان «عكوس أَوّل» فقد حرصت في الجزء الأول منه وسأحرص في الأجزاء المقبلة على اختيار الصور التي تعبر من ناحية عن الجيل القديم الذي ما زال يحتفظ بالذكريات الجميلة ويشعر دائماً بالحنين إلى تلك الأيام، ومن ناحية أخرى تعرف الجيل الجديد الذي لم يعاصر تلك الأيام كيف كانت الكويت قديماً».

أما عن الجهات الداعمة له في اتجاهه في توثيق الكويت قديماً عبر إصدارات للصور الفوتوغرافية، فقال: «يجب أن نسلط الضوء وبشكل عام على الدور الكبير الذي يقوم به الملجس الوطني للثقافة والفنون والآداب في احتواء ودعم جيل الشباب وتبني أفكارهم التي تخدم الكويت بشتى المجالات المتعلقة بالتاريخ والتراث والثقافة والفن والأدب. أما على الصعيد الشخصي، فإن دعم المجلس الوطني وتشجيعه لي هو السبب الرئيس لإصدار جزء ثانٍ من «عكوس أَوّل»، فبعد ردود الفعل الطيبة وكتب الإشادة الكثيرة التي تلقيتها بعد صدور الجزء الأول كانت هي الدافع الأساسي لي في إعداد جزء ثان، حرص المجلس على أن يكون كتاب «عكوس أَوّل» عبارة عن سلسلة أجزاء تصدر كلما توافرت لدي صور قيمة ونادرة للكويت قديماً. سأستمر في بذل الجهد في الجمع والبحث عن الصور التي لم تنشر ولم تتداول لنشرها في الأجزاء المقبلة، وأود أن أخص بالشكر المهندس علي اليوحة الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على رحابة صدره وتشجيعه ومساندته لي وتذليل كافة الصعوبات منذ البداية حتى صدور الكتاب».

دعم للمواهب الكويتية من «الوطني للثقافة»

شددّت الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبر كلمتها عن الإصدار على دعمها المواهب الكويتية وحرصها على احتضان أية فكرة جديرة بالتنفيذ، مشيرة إلى أن الجزء الثاني من إصدار «عكوس أَوّل» للمعد والمصور الفوتوغرافي جابر عبدالعالي الهندال يأتي عقب دعم الجزء الأول ولما حققه من نجاح.

وعن الجزء الجديد، قالت: «سيسلط هذا الجزء الضوء على ملامح مختلفة من بدايات زمن النهضة الأولى لدولة الكويت، ويكشف صوراً من الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في بواكيرها، ودور شخصيات كويتية وعربية وأجنبية في تلك النهضة التي ينعم بها الكويتيون اليوم. كذلك يقدم معد الكتاب بالصورة الفوتوغرافية ويوثق الكثير من التطورات الحاصلة في مجالات مختلفة كالعمران والتعليم والبريد والإدارة الحكومية وغيرها من نواحي الحياة المدنية التي بدأت بواكيرها قبل استقلال الدولة. وبهذه المناسبة يؤكد المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب دعمه الجهود المبذولة في توثيق الأحداث الكويتية بشتى الوسائل ومن بين ذلك الصورة الفوتوغرافية».