جاءت مشاركة فريقي الكويت والسالمية في بطولة الأمير فيصل بن فهد العربية الـ34 للأندية أبطال الدوري لكرة اليد، التي جرت مؤخراً في تونس، لتعكس مدى التأثير السلبي خلال فترة إيقاف الرياضة الكويتية على المستوى الدولي في السنوات الـ3 الأخيرة، وكذلك معاناة اللاعبين من عدم الاحتكاك مع مستويات قوية في اللعبة.

ومع ذلك لا يمكن إغفال الجانب الإيجابي من المشاركة، حيث استفاد الفريقان بصورة متفاوتة فنياً، فالسماوي ظهر بمستوى جيد، وخلف التوقعات واحتل المركز الرابع، بينما القرعة أوقعت الكويت في مجموعة صعبة، وأثرت خبرة اللاعبين وعدم انضباطهم داخل الملعب على طموحات الأبيض في المنافسة وجاء خامساً، و"رب ضارة نافعة"، لأن الصورة أصبحت واضحة تماماً أمام إدارة الكويت قبل استضافة البطولة الآسيوية للأندية في مارس المقبل، لذا فضلت "الجريدة" استطلاع رأي مدربي الفريقين في مشاركتهما في البطولة العربية.

Ad

إشادة فنية

في البداية، قال مدرب فريق الكويت الجزائري سعيد حجازي "أنا راض تماما عن المستوى الذي ظهر به الكويت في البطولة العربية، رغم حصوله على المركز الخامس، فالأبيض فرض احترامنا على الجميع، وحصل الفريق على إشادة جميع الفنيين بالبطولة كأحد أفضل الفرق فنياً، بعدما قدم كرة يد حديثة تميزت بالتطبيق التكتيكي الصحيح، والمستويات الفنية المرتفعة للاعبين".

وأضاف أن "النقاط الإيجابية والسلبية للمشاركة ستكون محط اعتبار في الفترة التحضيرية للبطولة الآسيوية، خصوصاً على مستوى انضباط اللاعبين داخل الملعب وخارجه، والاستعانة بمحترفين أجانب يعملون على تلبية طموحات الفريق".

وذكر حجازي "لعبنا تحت الضغط، وخضنا 7 مباريات قوية في 9 أيام، وهذا يعتبر فائدة كبيرة للاعبين والفريق بشكل عام. مجموعتنا كانت صعبة جدا في الدور الأول، وقدمنا مستويات جيدة، وفزنا على ورقلة الجزائري والترجي بطل البطولة، لكن نقص خبرة اللاعبين، بسبب الغياب فترة طويلة عن الساحة الدولية، وعدم الانضباط داخل الملعب، أثرا علينا في مباراتي العربي القطري وسبورتينغ المكنين".

واختتم حجازي كلامه قائلاً "البطولة العربية تعتبر بروفة "قوية حقيقية" للكويت قبل استضافة البطولة الآسيوية الـ21 للأندية في مارس المقبل، والاستفادة كبيرة من المشاركة".

السماوي مفاجأة

واتفق مدرب السالمية الوطني خالد الملا مع سابقه على رضاه عن مستوى فريقه ولاعبيه في البطولة، وقال "الجميع أكد أن السماوي الحصان الأسود في البطولة، وتحقيقه المركز الرابع إنجاز يحسب للفريق واللاعبين، خصوصا أن أغلبهم صغار السن".

وأضاف الملا "السالمية لم يكن ضمن المرشحين للبطولة، لذلك تعاملنا معه بشكل خاص، لأن الهدف كان اكتساب الخبرة والاحتكاك مع مستويات مرتفعة في اللعبة، والبداية كانت موفقة بعد الفوز على سكيكدة الجزائري، وحصل الفريق على دفعة معنوية كبيرة مكنتنا من استكمال الدور الأول بشكل جيد، وفي ربع النهائي تغلبنا على سبورتينغ المكنين في الثواني الأخيرة، ليفرض الفريق نفسه لينافس بين الأربعة الكبار في نصف النهائي، لكن لم نتمكن من تخطي الترجي الذي حصل على اللقب لفارق الإمكانات والخبرات بين لاعبي الفريقين، وتكرار ذلك في مباراة المركزين الثالث والرابع".

وأكد الملا، في ختام كلمته، أن السماوي كان مفاجأة للجميع، وأثبت بالدليل أن كرة اليد الكويتية "تمرض ولا تموت". وأضاف "أشكر اللاعبين على المستوى الذي قدموه خلال البطولة، وأطالبهم بالاستمرار على نفس النسق محلياً وخارجياً".