غداة إعلان وزارة الاتصالات الإيرانية فشل محاولة إطلاق قمر صناعي عبر صاروخ محلي الصنع إلى الفضاء الخارجي لأسباب تقنية، تضاربت أمس التصريحات الصادرة من القيادات العليا الإيرانية حول مصير التجربة، بعد أن أوردت "الجريدة"، نقلا عن مصادر، أن السلطات الإيرانية تحقق باحتمال استهداف الولايات المتحدة للقمر.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أمس عن وزير الدفاع العميد أمير حاتمي قوله: إنّ "متخصصي وعلماء منظمة الصناعات الجوية الفضائية نجحوا في تصميم وتصنيع صاروخ سيمرغ الحامل للأقمار الصناعية، وتمكنوا من إطلاق قمر الرسالة الصناعي إلى الفضاء".

Ad

ونقلت عن حاتمي تثمينه أداء القائمين على مشروع القمر، وإطلاقه على أيدي العلماء المحليين بعد تصميمه وتصنيعه بنجاح. وقالت إن "رسالة" سيستقر في مدار حول الأرض على بعد 250 كيلومترا.

في المقابل، علق رئیس الجمهوریة حسن روحاني بحذر على تجربة بلاده الفضائية التي حظرت واشنطن من عواقبها. وقال في اجتماع مجلس الوزراء، إننا "حصلنا علی بعض الإنجازات خلال عملية الإطلاق غير المسبوقة، لكن هناك بعض النواقص".

وأضاف: "استطعنا أن ندخل إلی الفضاء، وسیتم حل بعض الإشكالیات خلال الأشهر القلیلة المقبلة".

وتحدث الرئيس عن ضرورة توافق أفكار نظام الجمهورية الإسلامية مع أغلبية أفراد المجتمع، خصوصا في ظل الصعوبات التي تواجهها قطاعات عريضة من الشعب الإيراني من جراء العقوبات الأميركية الخانقة.

وبالتزامن مع حديث روحاني عن تعثر التجربة المكلفة، وتلميحه إلى عدم قناعة رجل الشارع بتكلفتها الباهظة في ظل مواجهة أوضاع معيشية متردية، أكد رئيس جامعة "أمير كبير" الصناعية أحمد معتمدي "عدم نجاح عملية وضع رسالة في المدار يعود إلى خلل في الصاروخ الحامل"، مشيرا إلى ما أوردته "الجريدة" عن استقبال المحطة الأرضية الإيرانية إشارات من القمر الصناعي.

وقال معتمدي، إن المحطة الأرضية استمرت في الاتصال بـ"رسالة" مدة 6 دقائق، وتمكنت من تحديد موقع سقوطه بالمحيط الهندي.

في غضون ذلك، شجبت وزارة الخارجية الفرنسية المحاولة الإيرانية الفاشلة، وحثت طهران على وقف جميع التجارب الصاروخية البالستية، ووصفتها بـ"مصدر قلق للمجتمع الدولي".

واتّهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، عبر "تويتر"، إيران بتشكيل تهديد صاروخي على أوروبا والعالم بعد تحدّيها تحذيراته، ومضيّها قدما في التجربة الفضائية.

من جهة أخرى، طالبت طهران بإخلاء سبيل صحافية تدعى مرضية هاشمي تعمل لدى قناة "برس تي. في" التلفزيونية الإيرانية فوراً، وذلك بعد اعتقالها في الولايات المتحدة.