وسط توتر شيعي - شيعي في العراق، بسبب الخلاف حول الوزارات الأمنية، الذي يحول دون استكمال حكومة عادل عبدالمهدي، كادت حرب التغريدات في الأيام الأخيرة، بين قادة تيار الحكمة الذي يتزعمه عمار الحكيم من جهة، و"عصائب أهل الحق" بزعامة قيس الخزعلي، من جهة أخرى، أن تؤدي إلى اقتتال، خصوصاً إذا دخل أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر على الخط لدعم حلفائهم في تحالف البناء، لولا الوساطات التي تمكنت من تهدئة الأمور.

وبعد أيام من التراشق وتبادل الاتهامات حول الفساد والسرقات والسيطرة على الأملاك العامة، عقب اتهام تيار الحكيم ميليشيا "عصائب أهل الحق" بقتل مالك "مطعم ليمونة" الشهير في مدينة الصدر ببغداد، قام رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح بالوساطة بين الطرفين في محاولة لاحتواء الأزمة.

Ad

وقالت مصادر مطلعة إن صالح أجرى اتصالاً هاتفياً مع الحكيم والخزعلي، كل على حدة، لإيقاف التراشق والاتهامات بينهما، مشدداً على عدم استخدام الشارع الذي قد يرفع الأزمة التي لا تحمد عقباها.

ومساء أمس الأول، عقد قادة ميليشيات الحشد الشعبي اجتماعاً بمكتب الخزعلي، لبحث الأزمة تحت عنوان تزايد الاستهداف الممنهج لـ "الحشد الشعبي". وكانت القوى السياسية الشيعية بينها العصائب ومنظمة بدر وغيرها أعلنت حل أجنحتها العسكرية قبل الانتخابات، وأعلنت انصرافها للعمل السياسي، لكن بعد ظهور نتائج الانتخابات لم يتغير شيء، وحافظت الأحزاب على ميليشياتها في إطار "الحشد الشعبي"، الذي لم تتم مأسسته بالكامل حتى الآن.

وضم الاجتماع زعيم تحالف البناء، الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي همام حمودي، ونائب رئيس ميليشيات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، بالإضافة إلى قيادات أخرى في ميليشيات الحشد كسامي المسعودي وأحمد الأسدي وبوجهاد الهاشمي.

واعتبر المجتمعون، في بيانهم، أن "هناك مشاريع استهداف ممنهج للحشد الشعبي وفصائله ورموزه التي تقوم بها جهة سياسية معروفة تمتلك فضائية وجيوشا إلكترونية".

إلى ذلك، دعا البيان "جمهور ميليشيات الحشد إلى الهدوء وتأجيل التظاهرات"، التي كان من المقرر أن تجرى اليوم، لحين ظهور "تغيير فعلي لسياسة استهداف الحشد الشعبي".

في سياق آخر، كشف عضو مجلس محافظة الانبار كريم هلال الكربولي، أمس، أن السيارة المفخخة التي انفجرت، أمس، بالقائم، كانت معدة لاستهداف المحتفلين بعيد الشرطة، الأربعاء الماضي، مشيرا الى ان خلايا "داعش" النائمة لا تزال موجودة هنا وهناك.

إلى ذلك، وجه قائد شرطة البصرة الفريق رشيد فليح، اتهامات هي الأولى من نوعها ضد استخبارات دولة جارة وصفها بالأقرب للعراق حالياً، بأنها تحاول الاستحواذ على أهم موارد العراق.

وقال فليح، خلال مؤتمر صحافي، عقده بمحافظة البصرة: "إنها تشعل الفتن في البصرة، كي تسقط في فخ الصراعات المسلحة، فتصير فتنة بين أبناء المكون الواحد في المحافظة، وقتها سيتدخل رجال تلك الدولة دون أي رقابة أو ملاحقة، لتهريب النفط لتلك الدولة"، ما أوحى أنه يقصد إيران.