استخدمت العلندا Ephedra بكثرة في الطب الصيني القديم لعلاج الربو والبرد واضطراب حرارة الجسم، لاحتوائها على الكوليودات المهمة طبياً مثل الإفيدرين والبسيودوإفدرين، ومن بدائل الأمفيتامين، وغيرهما من المواد المهمة. وذكرت كثير من الأبحاث الطبية العشبية أنها وجدت في العراق قبل آلاف السنين من الأدوية المهمة التي كانت تعود للنباتات المقدسة القادمة من إيران والشرق!

لقد زادت الدراسات والأبحاث حول سمية هذه النبتة وتعارضها كثيراً مع أدوية الضغط أو أدوية تنظيم ضربات القلب والخفقان واحتشاء العضلة القلبية، غير أن بعض العطارين أو الأشخاص العاديين قد تنبهوا إلى استعمالها، ولم يأخذوا بعين الاعتبار العادات اليومية في الحسبان، كشرب القهوة أو الشاي في الصباح مثلا، وهذه العشبة إذا أُخذ منها كوب كبير على الريق الباكر، ثم تناول فنجان القهوة المعتاد، فقد تؤدي إلى الوفاة! ومنذ القدم تستخدم العلندا في الطب الصيني ضد الرشح ومحفز للقلب والرئتين، وما زالت إلى يومنا هذا تُستخلص منها مادة البسيودوإفدرين القابض للأوعية الدموية بالجرعات القليلة، غير أنها ترفع ضغط الدم عند الجرعات العالية ولا يُنصح باستعمال هذا الدواء من قبل مرضى الضغط العالي والقلب، على سبيل المثال Actifed ،Cirrus، في حين استعملت العلندا كثيراً كمقلل للشهية عندما تكون بشكلها الخام مع مسحوق القهوة، فتقلل الوزن وتزيد من طاقة الحرق في الجسم، خاصة عند الرياضيين، ورواد كمال الأجسام! وفي 2003 أوقفت الولايات المتحدة التعامل مع المكملات التي تحتوي شيئاً منها.

Ad

لذلك نقول إن الأعشاب قد تكون فعالة وبسُمّية عالية كالأدوية الكيميائية المستخلصة منها، إن لم تستعمل بالطريقة الصحيحة والجرعة التي يتفق عليها من قِبل المختصصين بالأعشاب، ولا ننصح باستعمال العلندا أو أي من الأعشاب الطبية إلا بالرجوع إلى المتخصصين المعتمدين ومعرفة الطريقة السليمة للاستعمال، خاصة لمن يستعمل العلاجات المزمنة حتى لا تتعارض، وقد تم مؤخراً اعتراف منظمة الدواء والغذاء العالمية عن العلندا أنها من الأدوية الخطرة على المستهلك. غير أن هناك نقطة مهمة جداً أود لفت انتباه القارئ العزيز لها وهي أن العلاجات النباتية، وإن عرفنا ودرسنا مواضع الاستعمال وجرعاتها، لم تُدرس إلى الآن مضاعفاتها وسُمّيتها مع عشبة أخرى خلال وصفة العلاج! على سبيل المثال عشبة السنا والكاسكارا والعشرج في خلطات الأعشاب المسهلة، فإنها تعمل على زيادة طرح الماء من الأنسجة كمليّن، في حين تسبب نقصاً في الفيتامينات وتزيد التقلصات المعوية وتسبب ألم المعدة، ويعتبر ذلك سيئاً على من يأخذها بغرض إنقاص الوزن!

* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية