أنعشت احتمالات نهاية الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين الآمال بارتفاع أسعار النفط بعد موجة مخاوف من استمرار التراجع فترة غير معروفة.

وبعد أن بدأ النفط السنة الجديدة في المنطقة الحمراء استقر مرتفعاً أخيراً في أعقاب تقارير تحدثت أن الصين تخطط لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة خلال أيام بغية تسوية خلافاتهما التجارية، التي تشمل طائفة من الإجراءات والخطوات العقابية والتعريفات في حين تسعى واشنطن إلى حماية حقوق الملكية الفكرية أيضاً.

Ad

وكانت هذه الحرب التجارية أحد أكبر الأسباب وراء تفاقم الشكوك حول أسعار النفط نظراً إلى أن الصين إحدى أكبر الدول المستوردة للخام، وأي إشارة على تراجع الطلب عليه تؤثر، على الفور، على سعر هذه السلعة، إضافة إلى الانعكاسات المحتملة للحرب التجارية على الاقتصادات الأخرى.

ويقول محللون، إن السبب الآخر يتمثل في أحدث اتفاقية توصلت منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» إليها لخفض الإنتاج، التي تشير، كما هي العادة، إلى شكوك حول التزام المنظمة بوعودها. وعلى أي حال، ومع التقارير التي تحدثت عن خفض السعودية صادراتها النفطية بنصف مليون برميل يومياً في شهر ديسمبر الماضي، فإن دخول الخفض حيز التنفيذ مطلع يناير سوف تكون له تأثيرات إيجابية على الأسعار.

ورفعت خطوة السعودية أسعار «برنت» وغرب تكساس الوسيط على الفور، وإن بصورة مؤقتة، نظراً إلى استمرار المخاوف والقلق.

تجدر الإشارة إلى أن هذه المخاوف تتعلق بالنمو الاقتصادي العالمي وفقاً لما طرحه عدد من الخبراء العام الماضي، وتشير هذه الصورة إلى دنو التباطؤ في النمو الاقتصادي الذي يقلص بشكل طبيعي التوقعات على طلب النفط. كما أن معلومات الأنشطة الاقتصادية التي نشرتها الصين لم تساعد في تخفيف مشاعر القلق المذكورة وأسهمت في حدوث الخسائر التي تكبدها النفط.

من جهة أخرى، يعتبر الإنتاج الأميركي العامل الذي سوف يراقبه كل من يتابع أخبار النفط في هذه السنة، وكان يرتفع بشكل ثابت وقوي بحيث أثار الشكوك حول كفاية خفض منظمة أوبك 1.2 مليون برميل يومياً لتعويض الارتفاع في الإنتاج الأميركي.

وأشار بعض المحللين إلى ضرورة أن تخفض منظمة «أوبك» الإنتاج فترة أطول من الأشهر الستة، التي تم الاتفاق عليها، وتمتد حتى شهر يونيو المقبل إذا أرادت رفع أسعار النفط فعلياً.

في غضون ذلك، أشار آخر تطور في قطاع الطاقة إلى ارتفاع عدد منصات حفر النفط والغاز في كندا بـ 8 منصات، وهو رقم لا يقارن مع خسارة حوالي 100 منصة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية مع اتخاذ هذه الصناعة خطوات تهدف إلى مواجهة موسم الشتاء.

ويشير تقرير نفطي إلى أن العراق رفع شحناته من الخام إلى الولايات المتحدة بحوالي 140 ألف برميل يومياً، كما أن فنزويلا، في خطوة مثيرة للاستغراب، زادت من شحناتها إلى الولايات المتحدة بأكثر من 22 ألف برميل يومياً خلال شهر ديسمبر الماضي، على الرغم من أن الاتجاه الطويل الأجل يظهر حدوث هبوط ثابت في صادرات النفط الفنزويلية إلى الولايات المتحدة، التي وصلت إلى حوالي 912 ألف برميل يومياً خلال سنة 2012 ثم هبطت إلى 618 ألف برميل يومياً بحلول عام 2017، بحسب معلومات نشرتها إدارة معلومات الطاقة الأميركية.