حذر تنفيذيو شركات تمويل ومديرو محافظ واستراتيجيون في أكبر جهات إدارة الأموال في العالم من انخفاض العوائد على الأصول في عام 2019. وفي هذا الصدد رأى هؤلاء أن نمو العوائد في الولايات المتحدة سوف يتراجع بنسبة من 7 في المئة إلى 5 في المئة في 2019، وأن مجلس الاحتياط الفدرالي قد يرفع معدلات الفائدة مرة أو مرتين أيضاً، وستكون القيمة السوقية إلى عائد السهم في بداية السنة مقبولة، كما تبدو السندات جيدة في هذه البيئة، ويتوقع أن يكون أداء الأسهم أفضل من العام الماضي، وسوف تكون الفرصة الأفضل في أسهم الأسواق الناشئة، التي تخلفت كثيراً مقارنة مع نظيرتها في الولايات المتحدة.

وقالت جورين تيمر من "فيديليتي إنفستمنت" في مقابلة في 13 ديسمبر الماضي " إذا جمعت العوامل كلها فإنها ليست قصة سيئة بالنسبة إلى الأسهم – وقد لا تصل الى رقم ثنائي ولكنها أفضل".

Ad

وعلينا عدم الانصراف عن شركات التقنية مثل "أبل" التي تتسم بقوة الأداء إلى أن تتوقف عن ذلك بفعل افتقادها إلى التنوع في منتجاتها. وفي المقابل فإن شركة "سامسونغ" للإلكترونيات ليست شركة أجهزة فقط بل هي صانعة لمنتجات ضرورية أخرى مثل رقائق الذاكرة. وعليك انتقاء الأسهم بدلاً من شراء المؤشر. وعلى سبيل المثال توجد تطورات لافتة في شتى أنحاء العالم في ميادين معالجة السرطان والعلاجات الشخصية، التي تعتمد على كيمياء الجسم. وبدلاً من التركيز على شركات معينة نحن نستثمر في شركات متعددة في هذا القطاع بانتظار أن تحقق واحدة منها اختراقاً مدهشاً بحسب كريستينا هوبر من انفسكو.

وبحسب رسالة إلكترونية بعثت بها في 27 ديسمبر دان إيفاسكين من "باسيفيك إنفستمنت مانجمنت" فإنه يتعين على المستثمر شراء أسهم الأسواق الناشئة وأسهم التقنية والتي تحقق أرباحاً عالية والاستثمار في أصول بديلة مثل العقارات والأسهم الخاصة والسلع – وخاصة الذهب.

بينما ينبغي خفض محفظة الأسهم الأميركية "واعتقادي هو أنه سيكون هناك تباطؤ ولكن النمو سيظل راسخاً على صعيد عالمي، وينسحب هذا على الولايات المتحدة أيضاً. وأنا أتوقع كذلك عوائد إيجابية على مستوى الأسواق الدولية رغم أنها فاترة.

وعلى أي حال "فإن التوصل إلى حل سريع للحرب التجارية مع الصين بإمكانه أن يرفع مستوى النمو العالمي وعوائد أسواق الأسهم أيضاً – وخصوصاً إذا ما أصبح مجلس الاحتياط الفدرالي أكثر تجاوباً بصورة بارزة. وعلى العكس فإن تصعيد الحرب التجارية مع الصين قد يفرض ضغوطاً على نمو الاقتصاد العالمي كما يحتمل أن يدفع أسواق الأسهم الى مستوى أدنى أيضاً".

أما جيفري غندلاك من دابل لاين كابيتال غروب، فحذر من تزايد التقلبات وفجوات العرض والطلب في سوق الائتمان، التي تشير إلى احتمال ركود اقتصادي خلال 12 إلى 24 شهراً. ويتعين الآن مثل مراقبة ما يحدث مثل اتساع فجوة العرض والطلب وتفاقم ديون الشركات. كما أن هناك فرصاً محتملة في تمويلات المملكة المتحدة بعد هبوط التقييمات وسط مخاوف من الفوضى بسبب "البريكست" التي تعتقد شركة "بيمكو" أن حدوثها ضعيف الاحتمال.

ويرى ريتشارد تيرنيل من بلاك روك أن المسار الأفضل يتمثل في محفظة الأجل القصير للسندات العالية الجودة في سنة 2019، وحذر من الأسهم الأميركية وديون الشركات وسندات الخزينة الطويلة الأجل لأن من المحتمل أن تعاود معدلات الفائدة الارتفاع وسط تفاقم العجز في الولايات المتحدة. ويتمثل الرهان الأفضل في صناديق السندات العالية الجودة والقصيرة المدة والمنخفضة التقلب.

بيل سترومبيرغ من مجموعة تي راو برايس يتوقع " تباطؤاً في النمو العالمي وأرباح الشركات في سنة 2019 مع دخول الاقتصاد الأميركي مرحلة الدورة المتأخرة". وهو يفضل أسهم الشركات عالية الجودة، التي تتميز بالنمو المستدام والميزانيات النظيفة، والولايات المتحدة هي السوق المفضلة وستحقق أسهم الأسواق الناشئة تعويضات محسنة مقابل المخاطرة. وفي استثمارات الدخل المحدد يمكن إضافة الدين الحكومي الأميركي من أجل تحقيق التوازن ضد المخاطر المحتملة، "ونفضل السندات ذات الاستحقاقات القصيرة إلى متوسطة الأجل. وفي سياق محفظة إجمالية ينبغي البعد عن أسواق ذات جانب تحسن محدود ومخاطر هبوط عالية، مثل الأسهم الأوروبية".

وبحسب جوزيف ديفيز من مجموعة فانغارد، كان أداء الأسهم الأميركية جيداً. وخلال الأعوام العشرة المقبلة سوف تكون العوائد السنوية البالغة 5 إلى 7 في المئة معقولة. وذلك أقل من متوسط المئة عام لكنه ليس سيئاً. وقد بدأت أسهم الأسواق الناشئة أرخص كثيراً مع تحقيقها أرباح أعلى. ويمكن الحصول على عوائد من 8 الى 10 في المئة خلال الأعوام العشرة التالية. وإذا ضعف الدولار الأميركي يمكن استثمار المزيد في السوق الأميركي.

وبحسب عمر أغيلار من تشارلز شواب من المتوقع حدوث تباطؤ وليس ركوداً في الولايات المتحدة أو على صعيد عالمي، وسوف يتراجع النمو الأميركي إلى حوالي 2 في المئة. ولن نشهد حدوث تسارع مادي في التضخم لأن من غير المحتمل أن نشهد أجوراً أعلى تغذي التضخم. كما أن عائد الأسهم الأميركية خلال العقد المقبل هو في نطاق 3 إلى 5 في المئة وذلك أقل بشكل صارخ من نسبة الـ 10.6 في المئة من العوائد السنوية التي تحققت خلال الثلاثين عاماً الماضية. ومن منظور مستثمر أميركي سوف تكون العوائد المتوقعة في أسواق الأسهم غير الأميركية في نطاق 6 إلى 8 في المئة.

ووفق دان فاس من لوميس سيلس وشركاه ينبغي تفادي أو بيع الأسهم قليلة الرسملة، أو السندات ذات العائد المنخفض والأسهم ذات الديون العالية بالنسبة الى الأصول، والميزانيات المعرضة للتأثير. وعليك الاستثمار في أسهم تتسم باستدامة في نمو الأرباح وفي قطاعات مثل الرعاية الصحية واستنساب المستهلكين والبنوك الإقليمية. وتتمتع الأسواق الناشئة بجانب أعلى في ضوء جاذبيتها بالنسبة إلى التقييمات واحتمالات ضعف الدولار في النصف الثاني من السنة. كما أن "تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وزيادة الاهتمام بالتطورات المتعلقة بالتجارة – وخصوصاً مع الصين – والسياسات النقدية الأشد والسيولة المنخفضة والعودة إلى مستويات متوسط التقلب التاريخي قد تحدد على الأرجح نبرة أسواق الأسهم في سنة 2019".

ويراقب مدير السندات بحسب ما أضافه في مقابلة في 20 ديسمبر الماضي "باهتمام شديد الانفصال الطفيف الحاصل ضمن الاتحاد الأوروبي بين وضع دول فردية – فرنسا بشكل خاص وألمانيا. كما يتوجب التنبه في الأجل القصير إلى ذلك لعلاقته بسياسة البنك المركزي الأوروبي. وفي الأجل الطويل ينبغي مراقبة ما يحدث في الاتحاد الأوروبي وما إذا كان ذلك سوف يضعف إلى درجة عدم التأثير. وما إذا كان هناك استفتاء ثان في بريطانيا، وإذا حدث ذلك فهل "سيحصل أنصار البقاء في الاتحاد على الـ 55 في المئة من الأصوات؟ وذلك على ما أظن سيكون هو حدث الربع الأول من السنة ". ثم إن "الشيء الأكثر خطورة هو ما ستؤول إليه مفاوضات الحرب التجارية على النفوذ بين الصين القوة الصاعدة والولايات المتحدة القوة المؤسسة".