يتداول الناس كلمة "مافيا" للدلالة على مجموعة أشخاص ينضوون تحت منظمات تحترف النهب والسلب باستخدام مختلف الأساليب، والتي قد تؤدي إلى إراقة دماء، وهذا يكاد يكون تعريفاً عاماً تنقصه الدقة اللوجستية لعمل المافيا.

***

Ad

• فكل عائلة من عائلات المافيات في العالم لها مجلس مائدة مستديرة، تتم فيه مناقشات تدور حول النشاطات القانونية، وما يقابلها من نشاطات أخرى تدحضها وتتصدى لها.

• فالقضايا غير القانونية – وهي كثيرة جداً – كالقمار بكل أشكاله، وإصدار أوراق اليانصيب، والتلاعب بنتائج سحب المراهنات على كل أنواع المسابقات الرياضية بكيفية إدارتها كسباق الخيل والسيارات ومباريات الملاكمة والمصارعة، وكل قسم من هذه الأقسام له أعضاء مختصون في التعامل معه، وبلا شك هناك من يتعاملون معهم من أصحاب شركات المقامرة والكازينوهات وإسطبلات الخيول ومتعهدي رياضة الملاكمة والمصارعة... إلخ.

• وهناك المخدرات وكيفية استيرادها وتوزيعها، ثم إنشاء معامل لتخليق أنواع جديدة من المخدرات، بالاستعانة بأساتذة في التراكيب الكيماوية، وهذا الفرع أيضاً فيه من المتخصصين وبعضهم يحمل مؤهلات أكاديمية عليا.

• وهناك فرض الجباية على أصحاب الملاهي والفنادق والمطاعم الفخمة في العديد من العواصم الكبرى في العالم.

• ولدى بعض عائلات المافيات معلومات كافية عن البلدان التي تُحرم الخمور، فتخطط لكيفية إدخالها عن طريق شحنها بالبواخر الكبيرة واتخاذ إجراءات إنزالها للمدن لكي تُباع بأسعار مضاعفة عن سعرها بعشرات المرات.

• ولدى المافيات أقسام خاصة بالتشهير برجال ونساء من أصحاب النفوذ والثروات في مجالات التجارة والفن والرياضة والإعلام.

• ثم إن المافيات تتعامل أيضاً بتجارة السلاح ونقله إلى أماكن الصراعات في كل أنحاء المعمورة.

• وهناك شركات عالمية لحماية كبار الشخصيات تديرها المافيات، وقد امتدت إلى مناطق كثيرة في العالم.

• أما الاتجار بالجنس وإدارة بيوت الدعارة وحجز غرف وأجنحة كاملة في أفخم الفنادق في عواصم العالم، فهذا النشاط يحقق أرباحاً خيالية للمافيات.

• والمافيات تشرف بشكل أو بآخر على مسابقات ملكات الجمال ليس للأهداف الظاهرة، وإنما هناك أهداف أخرى عانت منها الكثير من الفتيات اللواتي غُرر بهنَّ للاشتراك فيها، ثم اتضح لهنَّ أنهنَّ كنَّ موضع مساومات لتجارة جنسية.

• والمافيات لديها أقسام خاصة بإنتاج الأفلام السينمائية الإباحية ومحطات فضائية تبث الممارسات الجنسية الصريحة.

***

• قد يأتي من يسأل: من أين لك هذه المعلومات؟!

أجيب ببساطة: وقع بين يديّ كتاب لأحد القضاة في محاكم الجنايات في روما ذكر فيه كل ما كان يعرفه عن نشاط المافيات من خلال التحقيقات التي كان يجريها، ودفع ثمن نشره لهذا الكتاب عندما كان يقضي ليلة عيد الميلاد مع أبنائه وأحفاده، فنُسفت ڤيلته ومات كل من فيها.

***

• وهناك رؤساء وزارات تمت محاكمتهم بتهمة الانتماء لعصابات المافيا، فرئيس وزراء إيطاليا السابق بيرلسكوني اتُّهم بالتعامل مع المافيا، لكنه بررها بقوله:

- تهمة ملفقة، ما ذنبي إذا كنت قد استقبلت أحد كبار رجال الاقتصاد في سبيل صفقة تجارية يعود ريعها على المواطنين؟! فخرج من التهمة كالشعرة من العجين.

***

• من السذاجة أن يتصور البعض أن المافيات لا تتعامل في السياسة بالمناطق المشتعلة فيها بؤر التوتر في عالمنا هذا!