في محاولة لسد الفجوة بين الصادرات والواردات، بدا أن القاهرة عازمة على تنشيط القطاع التصديري لمعالجة المشاكل المزمنة في الاقتصاد المصري، إذ عقد رئيس الحكومة مصطفى مدبولي، أمس، اجتماعا مع وزير التجارة والصناعة، عمرو نصار، لبحث خطة الدولة للنهوض بقطاع الصناعة ودعم النشاط التصديري، عبر إنشاء مجمعات صناعية في عدد من المدن.

وتناول الاجتماع موقف تنفيذ المجمعات الصناعية بالمحافظات، الذي يشمل إنشاء 13 مجمعا صناعيا للصناعات الصغيرة والمتوسطة، في 12 محافظة، على إجمالي مساحة 574 فدانا، تضم 4317 وحدة صناعية، في أنشطة متنوعة منها المفروشات والملابس الجاهزة، والصناعات الغذائية والهندسية والكيماوية.

Ad

وصرح نصار بأن عام 2019 يمثّل ركيزة أساسية في تنفيذ خطة الوزارة للتوسع في الأسواق، خاصة في ضوء التطورات الإيجابية لمفاوضات اتفاق التجارة الحرة بالقارة الإفريقية، والاتفاق مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، لافتا إلى أن دخول الاتفاقين حيز التنفيذ سيسهمان في فتح أسواق 60 دولة أمام المنتج المصري.

وأشار الوزير إلى أن الصادرات شهدت تطوراً ملحوظاً خلال عام 2018، إذ بلغ إجماليها خلال الـ 11 شهرا الأولى من العام الحالي، حوالي 22.6 مليار دولار مقابل 20.4 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2017، لافتا إلى استمرار توجه الحكومة نحو مواجهة ظاهرة الاستيراد العشوائي للمنتجات متدنية الجودة، ومن ثم تحقيق مؤشرات إيجابية في عجز الميزان التجاري لمصر مع دول العالم.

على صعيد العلاقات السودانية، تلقى مدبولي تقريرا من وزير الري، محمد عبدالعاطي، أمس، حول زيارة نظيره السوداني خضر قسم للمشاركة في فعاليات الاجتماع الثاني للدورة الـ 58 للهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل، الأسبوع الماضي، بالتوازي مع بحث ملف الربط الكهربائي بين مصر الذي يرى النور العام المقبل.

وأشار عبدالعاطي إلى أنه اصطحب خضر لعقد اجتماع مع وزير الكهرباء محمد شاكر لبحث أوجه التعاون فيما يخص مشروعات الربط الكهربائي، الذي يمتد بطول 100 كلم من جنوب مصر حتى حدود السودان، على أن يتم بدء التشغيل التجريبي له نهاية يناير المقبل، كمقدمة لمد خطوط الكهرباء المصرية إلى قلب القارة الإفريقية.

في السياق، عاد وزير الخارجية سامح شكري ورئيس المخابرات عباس كامل، إلى القاهرة، بعد انتهاء مشاركتهما في الاجتماع الرباعي الثاني بمدينة الخرطوم أمس الأول، في إطار التواصل الدائم بين الجانبين على المستويات كافة، وفي ضوء توجيهات قيادتي البلدين نحو دعم العلاقات الثنائية وتطويرها في المجالات المختلفة.

في الأثناء، قال سفير القاهرة بأديس أبابا، أسامة عبدالخالق، إن مصر حريصة على التنسيق مع الحكومة الإثيوبية إزاء مختلف القضايا الإفريقية وتطورات السلم والأمن بالقارة، وخاصة خلال الرئاسة المرتقبة لمصر للاتحاد الإفريقي بداية من 10 فبراير المقبل خلال القمة الإفريقية المقبلة، والتي تعقد في أديس أبابا، وقدّم السفير المصري أوراق اعتماده سفيرا لبلاده لدى إثيوبيا إلى رئيسة الجمهورية ساهلي ورك زودي، مساء أمس الأول الخميس.

في غضون ذلك، اجتمع مدبولي، مساء أمس الأول، مع رؤساء مجالس الإدارات ورؤساء تحرير الصحف والمؤسسات الصحافية القومية لاستعراض تطوير المحتوى التحريري للمؤسسات القومية وإنشاء البوابات والمواقع الإلكترونية وإطلاق شبكة إخبارية قومية، في وقت تعاني المؤسسات القومية أوضاعا مزرية مع انهيار المبيعات وتقلص الإعلانات، في وقت تبحث الحكومة خصخصة أجزاء من هذه المؤسسات لتقليص حجم الخسارة عبر خفض عدد العاملين بها.