التفاؤل حياة واليأس موت بطيء يتغلل في حياتنا إن سمحنا له بالدخول والاكتساح، فالحياة لن تكون وفق ما نشتهي، وإن حاربنا وجُبنا الأرض شمالاً وشرقاً، جنوباً وغرباً، فالكثير من الأمور مقدرة للإنسان ولا مفر منها، إلا ما يستوجب أن يقرره هو بنفسه في حياته، والحياة بعض قرارات وأقدار ونصيب ورزق من الله، وإذا استطعت اتخاذ القرار الصحيح فستيسر بالخط الصحيح والحياة الهادئة.

غير أن بعض البشر يفضل أو تجذبه الطرق المتعرجة، وتلك طبيعة أكثرنا... والخطاءون العقلاء هم من يتعلمون أيضاً من أخطائهم التي قد تكون طيشا أو تهورا أو حب استطلاع لاسيما مع ما في الحياة من مغريات كثيرة، لاسيما في هذا الزمن، وتلك المغريات منها النافع ومنها الضار، والعاقل هو من يحسن الاختيار، ومهما تعثرنا في الحياة وواجهتنا الصعاب والمتاعب بشتى أشكالها وألوانها فكل ذلك سوف يمضي ويذهب، وعلينا أن نعي أن الله تعالى أقرب إلينا من حبل الوريد، كما قال في كتابه العظيم "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ". وحبل الوريد هو عرق في باطن العنق يسرى فيه الدم... أي أن الله سبحانه وتعالى أقرب إلينا من هذا العرق الذي في أعناقنا.

Ad

الحياة جميلة، فإذا اعتقدنا وصدقنا جمالها فسوف نراه يبرق أمام أعيننا... فالنعم الكثيرة التي ننعم بها والتي خلقها الله لنا أليست كافية للشعور بالرضا؟ أليس كافياً أننا من أمة سيدنا محمد الكريم صاحب الخلق العظيم؟ إنه كافٍ، فالحمد لله على كل شيء، والحمد لله على كل ما سر وساء، الحمد لله على نعمه التي لا نحس بقيمتها لوجودها عندنا دون إعياء أو مرض أو فقد، فأكثروا من الحمد فبالحمد تزيد النعم... ودمتم.