كنت مؤمناً بأن الباطل لن يستمر والفساد سينتهي يوماً ما، ولا بد لشمس الإصلاح والنهضة أن تضيء دروب الوطن، والأمل سيأتي ذات يوم، ولكني صُعِقت حين سألني أحد الأصدقاء عن تفاؤلي هذا، وكل شيء من حولي يشير إلى عكس ذلك!

فكيف يكون للتفاؤل مكان ونحن نرى الفاسد يلبس ثياب الإصلاح ويتبوأ المناصب القيادية، بل يشرّع القوانين ويطبقها على خصومه فقط؟! كيف يكون للتفاؤل مكان ونحن نرى الفاسد يلبس ثياب الوطنية ويطعن في وطنية الوطنيين ثم يتبوأ منصباً قيادياً أو يحظى باهتمام السلطة ورعايتها؟! كيف يكون للتفاؤل مكان ونحن نرى الفاسد يلبس ثياب الدستور وهو من يخالف قوانين الدولة ويوقف تنفيذها وفقاً لمصلحته؟! كيف يكون للتفاؤل مكان ونحن نرى الفاسد يتحدث عن مصلحة البلاد والعباد وهو الذي يعيث بها فساداً؟! كيف يكون للتفاؤل مكان ونحن نرى الفاسد يعتلي منابر الإعلام يدعو لحماية المال العام وأملاك الدولة وهو السارق لها والمعتدي عليها؟ كيف يكون للتفاؤل مكان ونحن نرى الفاسد حراً طليقاً بينما المصلح محارب وهارب ومسجون؟!

Ad

إنه زمن لا يدعو فعلاً إلى التفاؤل، ولا ثم بصيص أمل بأن يخرج لنا من يخلع تلك الثياب من على ظهور الفاسدين ليعريهم ويحاسبهم ليكونوا عبرة لمن يعتبر، فكل الشواهد تدل على التشاؤم بتغيير قادم أو ثورة مضادة لثورة الفساد التي تسيدت المشهد.

يعني بالعربي المشرمح :

طار التفاؤل وفقدنا الأمل في التغيير نحو الأفضل، مادام الفاسد بيننا يلبس ثياب المصلحين والناصحين والوطنيين والمخلصين، ومادام العمل السياسي والوطني وصل إلى هذا الانحطاط من الفساد اللامعقول واللامقبول، فهل ثم أمل بأن تشرق شمس الإصلاح لتضيء لنا هذه العتمة ونرى حقيقة الفاسدين لنعريهم من كل تلك الثياب التي ارتدوها زيفاً وبهتانا؟!