بعد نحو عام من خطوة أميركية أثارت جدلاً عالمياً، أعلن رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون، أمس، أن حكومته قررت الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، لكنه قال إن سفارة أستراليا ستظل في تل أبيب حتى تتحقق تسوية سلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال رئيس الوزراء، إن بلاده «تعترف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، لأنها مقر للكنيست الإسرائيلي وللعديد من المؤسسات الحكومية».

Ad

وأضاف: «نتطلع إلى نقل سفارتنا إلى القدس الغربية عندما يكون ذلك عملياً. وبعد تحديد الوضع النهائي».

وأشار إلى أنه في هذه المرحلة الانتقالية، ستفتح أستراليا مكتباً للدفاع والتجارة في القدس الغربية.

ولفت إلى أن أستراليا تعترف بتطلعات الفلسطينيين إلى إقامة دولة عاصمتها في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 ولم يعترف المجتمع الدولي بضمها لها.

وتابع «ما نقوله هو أنه علينا دفع الوضع إلى الأمام. لا بد من كسر حالة الجمود».

وجاء إعلان موريسون بعد فترة من المباحثات مع سياسيين في أستراليا وحلفاء في الخارج.

وتنضم بذلك أستراليا إلى كل من روسيا وبنما والتشيك، التي تعترف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل.

ويأتي ذلك بعد نُقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس في مايو الماضي في تغيير جذري لسياسة الولايات المتحدة.

وأعلنت غواتيمالا والباراغواي نيتهما نقل سفارتيهما من تل أبيب إلى القدس في وقت سابق، لكن الباراغواي غيرت موقفها بعد تولي حكومة جديدة سدة الحكم.

استفزاز خطير

ووسط حذر إسرائيلي حيال الخطوة، إذ لم يصدر أي بيان عنها حتى مثول الجريدة إلى الطبع، نددت السلطة الفلسطينية بإعلان أستراليا اعترافها بالجزء الغربي من القدس عاصمة لإسرائيل.

وقال وزير الشؤون الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، إن القرار «مرفوض فلسطينياً».

وأعلن أن الجانب الفلسطيني بصدد بلورة طبيعة الرد والخطوات التي يجب اتخاذها حيال قرار أستراليا التي اعتبر دعوتها لإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، والاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل «ناقصة وغير مقبولة».

من جانبها، وصفت عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، إعلان موريسون، بـ»الخطير والمستفز».

وقالت عشراوي، إن «الخطوة غير المسؤولة وغير القانونية، لن تؤدي إلا إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة».

وحثت عشراوي الدول العربية والإسلامية على قطع علاقاتها مع أستراليا. من ناحيته، قال عزت عبدالهادي رئيس البعثة الفلسطينية في أستراليا، إن «تأييد عاصمتين يشير إلى التزام حقيقي من أستراليا بحل الدولتين»، لكنه قال إن إسرائيل ستظل تعتبر القدس عاصمتها «الأبدية غير القابلة للتقسيم».

وأضاف في بيان: «الاعتراف بأي جزء منها قبل تسويات جادة وتنازلات حقيقية سيُعتبر، ولو بقدر ما، مكافأة على هذا التعنت».

عباس وهنية

إلى ذلك، أشاد المتحدث باسم حركة «حماس» فوزي برهوم باتصال الرئيس الفلسطيني محمود عباس برئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية معزياً بوفاة شقيقه الحاج خالد هنية، وقال برهوم: «إنه ليس اتصالاً عادياً بل له دلالات ومعان نبيلة». وأضاف برهوم، في تصريح بثته وكالة «معا» الفلسطينية أمس، إن «من أهم الدلالات أن الشعب بمكوناته المختلفة وقياداته مهما اختلفوا فيما بينهم، فإنهم برابطتهم الوطنية والإنسانية ومشاعرهم النبيلة، يصنعون دائما بارقة أمل في تصويب بوصلة العلاقات الوطنية، والتي تشكل في مجملها نقطة التحول في خلق الأجواء الإيجابية التي تلامس مزاج الشعب، وتكون محل اطمئنان وارتياح لدى الجميع».

هدم منزل

في غضون ذلك، دمر الجيش الإسرائيلي منزل أسرة فلسطيني، متهم بقتل جندي إسرائيلي، بلوح من الرخام في وقت سابق من هذا العام، في عملية أدت، أمس، إلى اشتباكات عنيفة مع فلسطينيين في المنطقة.

ويخص المنزل الذي تم تدميره أسرة إسلام أبوحامد، في مخيم «أماري» للاجئين في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، وكان قد تم اعتقاله في يونيو الماضي بعد مقتل الجندي خلال عملية عسكرية في 26 مايو الماضي.

وأجلت القوات الإسرائيلية أولاً عشرات النشطاء، مساء أمس الأول، الذين كانوا يصلون في المبنى المكون من أربعة طوابق في محاولة لوقف الهدم.

ويأتي ذلك بعد يومين من تطويق مدينة رام الله في أعقاب إطلاق نار على موقف حافلات في الضفة الغربية، أدى إلى مقتل جنديين إسرائيليين. وقال الجيش، إن المسلح فر إلى مدينة رام الله وبدأ مطاردته.

وإطلاق النار الذي وقع الخميس الماضي كان واحد من ثلاثة حوادث في ذلك اليوم، والتي أسفرت عن إصابة العديد من أفراد الأمن الإسرائيليين والمدنيين، بالاضافة إلى الجنديين القتيلين.

اشتباك وانتقادات

في هذه الأثناء، أكدت حركة «الجهاد» أن «هدم منازل المواطنين جريمة حرب عدوانية، وسياسة عقاب جماعي لا يقبل بها القانون الدولي والإنساني».

ووجهت الحركة، «التحية لعائلة أبو حميد المجاهدة وللمناضلة أم ناصر ولأبنائها الأسرى الستة في سجون الاحتلال الظالم». وأكدت «استمرار المواجهة والاشتباك مع العدو الصهيوني».

في السياق، انتقد ضباط سابقون في الجيش الإسرائيليّ عدم توفّر معلومات استخباراتيّة لدى الأجهزة الأمنية حول العمليات الفلسطينيّة الأخيرة في الضفة الغربية التي أسفرت عن مقتل جنديين.

ومرّد الانتقادات إلى أن تقديرات الجيش هي أن العمليات الأخيرة لم يقم بها أفراد بشكل تلقائي، إنما «خلايا محليّة» في مناطق مختلفة بالضفة، «بل وربّما يكون المنفذون على صلة بحركة حماس».

وتتركّز الانتقادات حول الفشل الاستخباراتي الإسرائيليّ في كشف البنى التحتيّة لـ»حماس» في رام الله، «خصوصاً أن جزءاً من أعضاء الخليّة معروف للجيش الإسرائيليّ ولجهاز الأمن العام الشاباك».

ولاحقاً، أعلنت الرئاسة الفلسطينية، أن عباس، سيجري زيارة للأردن، اليوم، للقاء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني؛ لبحث التصعيد الإسرائيلي في الضفة.