بعد يومين من عملية مطاردة واسعة شاركت فيها مئات العناصر الأمنية، أردت الشرطة الفرنسية، في حي نودورف بجنوب ستراسبورغ مساء أمس الأول، الإرهابي الفرنسي المغربي الأصل، شريف شيكات، الذي نفّذ الثلاثاء الماضي، هجوماً مسلّحاً استهدف السوق الميلادي في هذه المدينة الواقعة على الحدود مع ألمانيا، وأوقع ثلاثة قتلى و12 جريحاً.

وما إن لقي شيكات (29 عاماً) مصرعه، بالحي الذي ترعرع فيه ولجأ إليه بعد أن نفّذ اعتداءه، حتى تبنّى تنظيم «داعش» الإرهابي الهجوم، عبر وكالة «أعماق» الدعائية الناطقة باسمه، إلا أن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير اعتبر أن تبني التنظيم لهذا الاعتداء «انتهازي تماماً».

Ad

في السياق ذاته، أفادت قناة «العربية» بأن ثمة شكوكاً في أن سامي شيكات، شقيق شريف، هو العقل المدبر لهجوم ستراسبورغ الدامي.

وكان سامي شيكات مدرجاً على لوائح جهاز الأمن بسبب تطرّفه، وهو صاحب سوابق كثيرة جداً ودين قضائياً 27 مرة على الأقلّ في فرنسا وألمانيا وسويسرا في جرائم حقّ عام، وفي سجلّه 67 سابقة عدلية.

وأعلن المدعي العام الفرنسي المختص في قضايا الإرهاب، ريمي ريتز، أمس، أن الشرطة تبحث عن متورطين آخرين محتملين في هجوم ستراسبورغ لمعرفة ما إذا كان منفذه تلقى دعماً خلال فراره، مضيفاً أن السلطات ألقت القبض حتى الآن على سبعة مشتبه فيهم، وهم أربعة أقارب وثلاثة آخرين من معارفهم.

وعادت الحياة ببطء إلى ستراسبورغ، وفتحت المدارس أبوابها بعد غلقها، كما أُعيد أمس، افتتاح سوق الميلاد التقليدي، الذي يجتذب سنوياً مليونَي زائر.

ولم يمنع مقتل شيكات، محتجي «السترات الصفراء» من مواصلة الحشد من أجل تظاهرة اليوم، رغم أصوات معتدلة أكدت أن الوقت حان للحوار.

وقال مكسيم نيكول للصحافيين في فرساي إن متظاهري «السترات الصفراء» يحشدون أكثر من أي وقت مضى، في حين كانت تقف بجانبه بريسيلان لودوسكي التي بادرت إلى نشر العريضة المعترضة على زيادة ضريبة الكربون التي أطلقت شرارة التحرك.