في عمليتين منفصلتين ليل الأربعاء - الخميس وصباح أمس، قتلت قوات إسرائيلية خاصة الشابين الفلسطينيين صالح البرغوثي وأشرف وليد نعالوة، اللذين تتهمهما بتنفيذ هجومين في مستوطنتي بركان وعوفرا في الضفة الغربية، قتل فيهما ثلاثة إسرائيليين، وقالت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أمس، إنهما من أعضائها.

وجاء في بيان لـ «القسام»: «من عملية بركان البطولية إلى عملية عوفرا، تسطر كتائب القسام ملحمةً جديدةً في صفحات مجد شعبنا»، مضيفة أنها «تزف بكل الفخر والاعتزاز إلى العلى شهيديها المجاهدين: صالح عمر البرغوثي، سليل عائلة البرغوثي المجاهدة وبطل عملية عوفرا، وأشرف وليد نعالوة بطل عملية بركان».

Ad

ومنفذ عملية بركان قتل في مطلع أكتوبر إسرائيليين اثنين، في حين أصاب البرغوثي في 9 ديسمبر عند مدخل عوفرا سبعة إسرائيليين بجروح بينهم امرأة حامل توفي طفلها، الذي ولد قبل أوانه، أمس الأول.

مقتل إسرائيليان

وفيما بدا أنه رد على مقتل الشابين الفلسطينيين، قتل جنديان إسرائيليان أمس، وأصيب ثالث بحالة موت سريري، ورابع بجراح خطيرة، خلال عملية إطلاق نار قرب مستوطنة غيفات أساف، في رام الله بالضفة الغربية.

وفي أعقاب العملية، أغلق الجيش الاسرائيلي مداخل رام الله، مقر السلطة الفلسطينية، وأرسل عددا من وحدات المشاة الاضافية.

وقال اللفتنانت كولونيل جوناثان كورنيكوس: «نشرنا عددا من وحدات المشاة الإضافية في الضفة لشن عمليات دفاعية وهجومية»، مضيفاً أن «الإرهابي هرب بسيارة في اتجاه رام الله، التي أغلقت كل مداخلها ومخارجها».

لكن «القناة 14» الإسرائيلية ذكرت «أن فلسطينيين ترجلا من سيارة وأطلقا النار على مستوطنين وجنود في محطة للباصات قبل انسحابهما من المكان، مخلفين قتلى وإصابات. ووقع هذا الهجوم على طريق يعبر الضفة الغربية من شمالها إلى جنوبها.

طعن شرطيين

وفي وقت سابق، قتل فلسطيني بعدما طعن اثنين من رجال الشرطة الاسرائيلية في البلدة القديمة في القدس. وقال الناطق باسم الشرطة إن أحد الشرطيين يعاني جروحاً بالغة، والثاني أصيب بجروح طفيفة. وأوضح أن المهاجم فلسطيني من الضفة الغربية يبلغ عمره 26 عاما.

ومساء قتل فلسطيني رابع برصاص الجيش الإسرائيلي بعدما حاول دهس جنود وسط الضفة.

توفير حماية

في غضون ذلك، وتعقيباً على اغتيال الجيش الاسرائيلي لأربعة فلسطينيين، طالب الناطق الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود، في بيان، أمس، المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، والعمل الجاد لوقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.

وشدد المحمود على أن «المجتمع الدولي يتحمل جانبا من المسؤولية ازاء عدوان الاحتلال، جراء صمته عن هذه الممارسات والاعتداءات التي تعتبر خرقا وتجاوزا سافرين للقوانين والشرائع الدولية كافة».

وأوضح أن «سلطات الاحتلال تواصل حصارها واقتحاماتها للمدن والبلدات والمخيمات والقرى وملاحقة ابناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، إضافة لمواصلة حصارها لقطاع غزة للسنة الثانية عشرة على التوالي».

بدورها، دانت عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي «مسلسل جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها اغتيال ثلاثة فلسطينيين في الضفة».

وأضافت عشراوي «أن الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني مخالفة صريحة ومتعمدة لجميع الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية»، داعية «الى توفير الحماية الدولية العاجلة لأبناء الشعب الفلسطيني ومحاسبة ومساءلة إسرائيل على انتهاكاتها بشكل جاد وفاعل».

من جهته، أكد الناطق باسم حركة «فتح» عاطف أبوسيف أن «الشعب الفلسطيني لا ترهبه جرائم الاحتلال ولا بطشه»، مشددا «على ضرورة استعادة وحدته الوطنية في هذه اللحظات العصيبة حتى يكون أكثر قدرة على التصدي للاحتلال ومستوطنيه».

وخرجت مسيرات غاضبة في مدن بالضفة الغربية تنديدا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، كما عم الإضراب الشامل كل مدن الضفة حدادا على أرواح القتلى الثلاثة.