كان جمهور مركز جابر الأحمد الثقافي على موعد مع حفل غنائي استثنائي شهد تقديم مجموعة من أجمل أغنيات الفنانة الراحلة وردة الجزائرية.

أقيم الحفل أمس الأول في قاعة جابر العلي الموسيقية، بمعية فرقة مركز جابر، تحت قيادة المايسترو عماد عاشور، الذي عبر بالأمسية إلى بر الأمان، وسط تفاعل الجمهور. وقد أحيت الفنانة سارة الهاني الجزء الأول للحفل، فيما شدت الفنانة إيمان عبدالغني بصوتها في الجزء الثاني.

Ad

وكانت الراحلة وردة تعاونت مع كبار الملحنين والكُتاب، لتنتج مجموعة من الأغنيات الطويلة والقصيرة التي حققت نجاحا كبيرا، مثل: "في يوم وليلة" و"لولا الملامة" ألحان محمد عبدالوهاب، و"روحي وروحك حبايب" ألحان فريد الأطرش، و"أوقاتي بتحلو" و"قال أيه بيسألوني" ألحان سيد مكاوي، و"مستحيل" ألحان محمد الموجي، و"وحشتوني" و"خليك هنا" ألحان بليغ حمدي، و"طبعا أحباب" ألحان عمار الشريعي، و"على عيني" ألحان حلمي بكر، و"بتونِّس بيك" ألحان فاروق الشرنوبي.

وفي الثامنة مساء ازدانت قاعة الشيخ جابر بحضور توافد بكثافة يحدوه أمل الاستمتاع بالطرب الأصيل، لفنانة فارقتنا جسدا، لكن عطرها الفواح مازال ينثر المتعة طربا بين عشاق أغنياتها. إنها وردة الجزائرية، صاحبة الشخصية المتفردة في ساحة الأغنية العربية، ورثت ملامح جيل العمالقة، وواكبت عصرها، واستمر عطاؤها، حتى ترجَّلت عن مسرح الحياة عام 2012، وكان آخر ظهور غنائي لها في الكويت عام 2010، عندما أحيت حفلا كبيرا مدفوعة بمؤازرة الجمهور.

الحب والوفاء

وفي مساء هبَّت عليه نسائم الشتاء الباردة، تدثَّر الحضور بمركز جابر الأحمد بالنغمات الشرقية والجُمل الثرية بمعاني الحب والوفاء، عندما اعتلت بطلة الوصلة الأولى الفنانة اللبنانية سارة الهاني، التي تربطها علاقة وثيقة بالكويت وجمهورها، لاسيما أنها من مواليد الديرة، قبل أن تنتقل إلى وطنها، حيث تتلمذت على يد الفنان وديع الصافي، وتطلق لموهبتها العنان.

كانت سارة في هذا المساء واثقة، واستحقت أن يتفاعل معها الجمهور، لتؤدي بتمكن أربع أغنيات شكَّلت قوام برنامجها.

كانت البداية مع أغنية "في يوم وليلة"، كلمات حسين السيد ومحمد عبدالوهاب، وأجادت الهاني في أدائها، متنقلة بين أبياتها بذكاء، ومستعرضة مساحات صوتها بين الفينة والأخرى.

وكانت أغنية "لولا الملامة" الاختيار الثاني للهاني، للشاعر مرسي جميل عزيز، وألحان "موسيقار الأجيال" محمد عبدالوهاب، وتفاعل معها الحضور. عقب ذلك، وقع اختيارها على أغنية "أكدب عليك"، كلمات مرسي جميل عزيز، وألحان الموسيقار محمد الموجي.

واختتمت الهاني وصلتها بأغنية "حكايتي مع الزمان"، التي قدمتها وردة في فيلم يحمل الاسم نفسه عام 1973 مع الفنان رشدي أباظة، وكتب كلماتها محمد حمزة، فيما لحَّنها بليغ حمدي.

واستطاعت الهاني التعاطي مع الأغنية ذات الطابع الدرامي بنجاح، ونقلت إحساسها للجمهور عبر الكلمات، فاستحقت تصفيق الحضور لها طويلا.

الوصلة الثانية

مرَّت دقائق قبل أن يعود الجمهور إلى مقاعده مجددا، للاستمتاع بالوصلة الثانية، التي كانت بطلتها الفنانة المصرية إيمان عبدالغني، صاحبة الصوت الشجي.

إيمان ذات خلفية أكاديمية، فهي صوليست فرقة الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية، وصوليست فرقة أم كلثوم للموسيقى العربية، وحصدت العديد من الجوائز، وشاركت في مهرجانات عربية عدة. وهذه هي الإطلالة الثانية لها بمركز جابر الأحمد، بعد أن شاركت في حفل "كلثوميات" بالموسم الثقافي الأول.

اختارت إيمان خمس أغنيات شكَّلت قوام برنامجها، حيث بدأت بأغنية "العيون السود"، كلمات محمد حمزة، وألحان بليغ حمدي. ومنذ الوهلة الأولى التي شرعت فيها بالغناء، استطاعت أن تنتزع صيحات الإعجاب، وآهات الحضور، لتصحبهم في رحلة إلى الماضي الجميل، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الإبداع.

بعد ذلك، انتقت إيمان من مكتبة الراحلة وردة أغنية "روحي وروحك"، كلمات صلاح جودت، وألحان فريد الأطرش، لتعود بعد ذلك إلى حقبة الستينيات وتختار أغنية "لعبة الأيام"، التي سطَّر كلماتها علي مهدي، ولحَّنها رياض السنباطي.

وبين فترات زمنية مختلفة تنقلت الفنانة المصرية بصوتها، لتحط الرحال أخيرا عند مطلع عام 2002، وتشدو بأغنية "بتونِّس بيك"، كلمات عمر بطيشة، وألحان صلاح الشرنوبي.

واختتمت إيمان الحفل بأغنية "خليك هنا" أو "الوداع"، التي طرحتها وردة مطلع التسعينيات، كلمات محمد حمزة، وألحان بليغ حمدي، قبل أن تترجَّل عن المسرح وقد سطَّرت اسمها بأحرف من نور في قلوب عشاق وردة ومحبي الطرب الأصيل.