في تصريح يحمل تهديداً مبطناً، توقع الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، طوفاناً من المخدرات واللاجئين والهجمات الإرهابية على الغرب، إذا أضعفت العقوبات الأميركية قدرة إيران على احتواء هذه المشكلات.

وفي كلمة ألقاها أمام مؤتمر عن الإرهاب والتعاون الإقليمي حضره رؤساء برلمانات من أفغانستان والصين وباكستان وروسيا وتركيا، قال روحاني، «أحذر من يفرضون العقوبات علينا من أنه إذا تأثرت قدرة إيران على مكافحة المخدرات والإرهاب فلن تكونوا في مأمن من طوفان المخدرات والساعين للجوء والقنابل والإرهاب»، في إشارة إلى جهود طهران لمكافحة التهريب من أفغانستان أكبر منتج للأفيون في العالم، كذلك مع باكستان التي تعد دولة رئيسية تمر من خلالها المخدرات.

Ad

وأظهر تقرير للأمم المتحدة عام 2014 أن الفضل يرجع لإيران في ثلثي ضبطيات الأفيون وربع ضبطيات الهيروين والمورفين على مستوى العالم في 2012.

ونبه روحاني الاتحاد الأوروبي، الذي يحاول الحفاظ على الاتفاق النووي بعد الانسحاب الأميركي، من أنه سيخسر كثيراً إذا لم تفضِ جهوده للالتفاف على العقوبات الأميركية، إلى نتيجة.

وقال إنه في حال فشلت هذه الجهود «على الأوروبيين أن يعرفوا أنهم سيضرون بقدرتنا على مكافحة المخدرات والإرهاب».

وأعلنت ايران الأسبوع الماضي أنها لا تستطيع الانتظار «الى ما لا نهاية» لوضع الاتحاد الأوروبي آلية تجارية لمساعدة طهران في بيع نفطها رغم فرض العقوبات الأميركية. وتعمل بروكسل على انشاء آلية يُفترض أن تسهّل المعاملات المالية وبيع النفط الإيراني.

وكانت «الجريدة» علمت من مصدر مطلع في مجلس الأمن القومي الإيراني أن لواء في الحرس الثوري عرض على المجلس بأن تسمح إيران لمهربي المخدرات والبشر، وخصوصاً من اللاجئين الأفغان والباكستانيين، بالمرور في أراضيها مقابل أموال طائلة بالعملة الصعبة.

وبحسب المصدر، فقد كشف اللواء خلال أحد اجتماعات المجلس تلقيه هذا العرض، لكن كلامه اعتُبر نوعاً من الدعابة وقتها، مضيفاً أن العرض يعد جيداً لا لأنه يؤمن العملة الصعبة فحسب بل لأن الحرس الثوري والأجهزة الأمنية سيرتاحان من ملاحقة المهربين من جهة، ومن جهة أخرى يبعث العرض «رسالة ابتزاز» للدول الأوروبية بعد رفض عدد من قادة الحرس ما يعتبرونه اعتماد روحاني على حسن النوايا الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي بعد دخول العقوبات الأميركية الاقتصادية حيز التنفيذ.

وكذلك علمت «الجريدة» أن روحاني أمر قبل أسابيع أجهزة الاستخبارات بفتح تحقيق حول وصول شحنة من مادة الهيروين المخدرة زنتها 270 كيلوغراماً إلى إيطاليا مشحونة من إيران لأنه يشتبه في تورط الحرس الثوري في هذا الأمر.

وأمس اتهم الرئيس الإيراني الولايات المتحدة بممارسة "إرهاب اقتصادي". وقال متوجها إلى رؤساء برلمانات أفغانستان والصين وباكستان وروسيا وتركيا إن جميع هذه الدول قد تتعرض لتداعيات الضغوط الاقتصادية الأميركية المفروضة على إيران. وأضاف أن "الإرهاب الاقتصادي مصمم على نشر حالة ذعر في اقتصاد بلد ما، وخوف في بلدان أخرى لمنع الاستثمار في البلد المستهدف".

وتابع: "نواجه هجوما شاملا لا يهدد فقط استقلالنا وهويتنا، بل يهدف كذلك إلى ضرب علاقاتنا التاريخية".

وقال: "عندما يضغطون على التجارة الصينية نتضرر جميعا (...) عبر معاقبة تركيا، نُعاقب جميعا. كلما هددوا روسيا، نعتبر أن أمننا في خطر، وعندما يفرضون عقوبات على إيران، يحرموننا جميعا من فوائد التجارة الدولية وأمن الطاقة والتنمية المستدامة. والواقع أنهم يفرضون عقوبات على الجميع".

وتابع: "نحن هنا لنقول إننا لا ننوي تحمل هذا النوع من الغطرسة".

في سياق متصل، قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف، أمس، إن الولايات المتحدة تبيع أسلحة للشرق الأوسط بما يزيد على احتياجات المنطقة، مما يحولها إلى "برميل بارود".

وأضاف: "مستوى مبيعات السلاح الأميركية غير معقول ويتجاوز كثيرا الاحتياجات الإقليمية، ويشير هذا إلى السياسات شديدة الخطورة التي يتبعها الأميركيون".