أكد مصدر دبلوماسي أن الحكومة السورية تماطل في توقيع قرار بمنح قواعد عسكرية لإيران على أراضيها، على غرار القاعدتين الروسيتين الدائمتين في اللاذقية وطرطوس، لأنها ترفض ذلك، غير أن الإيرانيين مازالوا يتصرفون على أساس أنهم لا يفهمون هذا الرفض السوري، مصرّين على الضغط لإبقاء وجود عسكري دائم لهم أو لحلفائهم على الأراضي السورية.

وقال المصدر، لـ «الجريدة»، إن الحكومة السورية باتت بين فكي كماشة روسية ـــ إيرانية، فمن جهة يضغط الروس عليها لرفض القواعد الإيرانية، ومن الجهة الأخرى يضغط الإيرانيون لقبولها.

Ad

وترى موسكو أن تلك القواعد تشكل تهديداً لأمن إسرائيل، ويمكن أن تثير غضب الولايات المتحدة، وأنه إذا قبلتها دمشق فستواجه ضغوطات دولية كبيرة، إضافة إلى احتمال قيام الإسرائيليين أو الأميركيين بمهاجمتها مراراً، وانتهاك سيادة الأراضي السورية، معتبرة أن إعطاء إيران تلك القواعد سيكون مبرراً لتركيا والولايات المتحدة لتأسيس أخرى مماثلة.

وحسب المصدر، فإن الحكومة السورية أبلغت الإيرانيين مراراً بأن الظروف الحالية لا تسمح لها بمنحهم قواعد مستقلة، وعرضت بدلاً من ذلك فتح قواعدها العسكرية لهم على أن تعيد تقييم الموقف بعد انتهاء الأزمة الحالية، مضيفاً أن طهران تصر على توقيع اتفاقية عسكرية طويلة المدى مع دمشق، وأن تحصل على هذه القواعد قبل انتهاء الحرب السورية.

وقال إن أحد الخلافات الأخرى الموجودة حالياً هي نسبة حصة إيران من المشاريع الاقتصادية المستقبلية لإعادة إعمار سورية، إذ تؤكد الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية ذات الإمكانات المالية والفنية الضخمة ضرورة إبعاد الإيرانيين عن المشاريع الاقتصادية، حتى يمكنها المشاركة في إعادة الإعمار.