أعربت الكويت عن تطلعها لتوطيد التعاون بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية في مجال الوقاية والانذار المبكر ومنع نشوب النزاعات وحلها بالطرق والوسائل السلمية وفق ما نص عليه ميثاقا الأمم المتحدة والجامعة في ظل النزاعات التي تشهدها المنطقة العربية.

جاء ذلك في كلمة الكويت التي ألقاها مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي في جلسة لمجلس الأمن أمس الخميس بشأن دور الدول والترتيبات الإقليمية والأمم المتحدة في منع النزاعات وتسويتها.

Ad

وقال العتيبي أن التعاون بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية بات اليوم يكتسي أهمية أكثر من أي وقت مضى كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في أكثر من مناسبة أن هذا التعاون أصبح ضرورة وليس خياراً «فعالمنا اليوم مليء بتحديات بالغة التعقيد مما يتطلب منا مضاعفة الجهود ووحدة الموقف للتصدي لها».

وأضاف أن التصدي للتحديات التي فرضتها الصراعات والنزاعات التي طال أمدها في القارة الأفريقية كان محوراً رئيسياً لدور للأمم المتحدة ففي عام 1960 تم نشر عملية حفظ السلام الأولى في أفريقيا في جمهورية الكونغو لضمان مساعدة الحكومة في الحفاظ على القانون والنظام.

وتابع العتيبي أنه «منذ ذلك الحين تم نشر الآلاف من قوات حفظ السلام في حوالي ما يقرب من 31 عملية من عمليات حفظ السلام في العديد من الدول الأفريقية حتى أصبحت القارة اليوم تحتضن 7 من أصل 14 بعثة للأمم المتحدة لحفظ السلام إضافة إلى بعثة قوات حفظ سلام مختلطة واحدة في دارفور».

وأشار إلى أنه «بحكم اتساع رقعة القارة الأفريقية وتنوع المحددات الجغرافية والعرقية والثقافية والاجتماعية والتاريخية تحتم عليها وجود واقع تنظيمي دون إقليمي ذي أبعاد سياسية واقتصادية تندرج تحت مظلة المنظمة الجامعة الأم والمتمثلة بالاتحاد الأفريقي».

وبين العتيبي أن ذلك خلق نوعاً جديداً من التعاون بين الأمم المتحدة وهذه التجمعات تفرضه طبيعة وخصوصية كل نزاع فيها حيث يعد تعزيز وتوطيد التعاون بين الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة مع المنظمات دون الإقليمية لدى الاتحاد الأفريقي أمر يشجعه قرار مجلس الأمن رقم (2033 / 2012).

وأوضح أن القرار ينص على مواصلة عقد المشاورات مع الاتحاد الأفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية بشأن تحديات السلام والأمن.

وذكر العتيبي أنه في سبيل تطوير وتحسين التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي لا سيما فيما يتعلق بقوات عمليات حفظ السلام «لابد من التأكيد أن التمويل المستدام القابل للتنبؤ يعد أكبر تحد تواجهه الأمم المتحدة في كافة صناديقها».

وأكد على ما قاله الأمين العام في جلسة لمجلس الأمن بالنسبة لتمويل عمليات حفظ السلام الأفريقية المفوضة من قبل المجلس وأهمية النظر في دعمها بما في ذلك من خلال مساهمات مقررة متى ما كان ذلك ممكناً.

وأعرب عن تطلع الكويت إلى أن يتم التوافق في مجلس الأمن على مشروع قرار ضمان تمويل عمليات السلام الذي تتم المشاورات بشأنه حالياً والمقدم من كل اثيوبيا وكوت ديفوار وغينيا الاستوائية.

وأشار العتيبي إلى أن تعاون الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي أصبح أوضح نموذج للعمل وفق الفصل الثامن لميثاق الأمم المتحدة حيث يمثل التعاون بمجال السلم والأمن في بلدين عربيين أفريقيين هما الصومال والسودان «نموذجين ناجحين» مختلفين للشراكات الإقليمية.

وأفاد ان إعلان الالتزامات المشتركة وما ورد فيه بشأن الشراكات يجدد التزام الحكومات المضيفة لعمليات حفظ السلام ببذل قصارى جهدها من أجل بناء السلام والحفاظ عليه.

كما أوضح العتيبي أن الإعلان يوضح التزام جميع الدول المتبنية للقرار بدعم اتباع عمليات حفظ السلام لنهج مشتركة مع تلك الحكومات ما سيوفر للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمنظمات دون الإقليمية في أفريقيا مساراً واضحاً للعمل سوياً.

وأكد على أهمية إطلاق المبادرات الفعالة الرامية لإصلاح وتطوير التعاون في مجال عمليات حفظ السلام من زاوية تعزيز جهود الأمم المتحدة لدعم بناء قدرات الاتحاد الأفريقي والمنظمات دون الإقليمية في مجال الدبلوماسية الوقائية.

وأشار العتيبي إلى الوساطة والإنذار المبكر وإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات على غرار مبادرة «ملتقى مبعوثي السلام إلى أفريقيا» في 2010 والذي يعتبر أول إطار يجمع رؤساء عمليات حفظ السلام والبعثات السياسية الخاصة للأمم المتحدة مع نظرائهم المعينين من الاتحاد الأفريقي بهدف تنسيق سياسات صنع وحفظ وبناء السلام على الصعيد الأممي والقاري.

وأعرب عن تطلعه أن يحقق الاتحاد الأفريقي أهدافه المرجوة من مبادرة اسكات البنادق في القارة الأفريقية بحلول عام 2020.