بعد توقفها نحو عامين، انطلقت في السويد أمس أولى جلسات مشاورات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بين أطراف النزاع اليمني بحضور وفدي حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي وجماعة «أنصار الله» الحوثية.

وشهدت الجلسة التي ترأسها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، ووزيرة خارجية السويد مارجو والستروم، تعثرا في بدايتها بعد أن اعترضت الحكومة على زيادة الحوثيين لعدد أعضاء وفدهم.

Ad

وأفاد مصدر من الوفد الحكومي، بأن غريفيث استبعد جميع الأعضاء الذين أضافهم الحوثيون بشكل غير رسمي، فيما ذكر مصدر في الأمم المتحدة أن المشاورات ستستمر أسبوعا.

إشادة

وأشاد غريفيث بجهود الكويت بشأن عقد المحادثات اليمنية التي يستضيفها قصر يوهانسبرغ على بعد ستّين كيلومتراً شمال ستوكهولم.

واستهل غريفيث كلمته شاكرا السعودية والكويت وسلطنة عمان على الجهود المبذولة لتحقيق اللقاء الذي يأتي بعد أكثر من عامين على انتهاء مفاوضات استضافتها الكويت واستمرت 100 يوم بين أطراف النزاع اليمني ولم تحقق نتيجة تذكر.

وقال غريفيث: «اليوم، نأمل استئناف العملية السياسية». وأعلن في كلمته توقيع اتفاق مشترك بشأن تبادل الأسرى والمعتقلين بين طرفي النزاع، وتوقع أن يتم التطبيق الاتفاق المهم جدا لآلاف العائلات التي تأمل بلم الشمل بأقرب وقت.

وأضاف أن حضور طرفي المحادثات يبعث الأمل بشأن التوصل لحل سياسي. وتابع: «نسعى إلى التوصل لاتفاقية سلام مبنية على المرجعيات السياسية الثلاث والمبادرة الخليجية».

وأكد المبعوث الأممي أن «هناك طريقة لحل النزاع»، موضحا أن المجتمع الدولي موحد في دعمه لإيجاد تسوية للصراع. واعتبر أن السلام سيتحقق «إذا وجدت الإرادة» لاستغلال «الفرصة شديدة الأهمية» بانطلاق المشاورات.

خفض وتخفيف

ولاحقاً، قال غريفيث، في مؤتمر، بحضور وفدي الحكومة والحوثيين، في بلدة ريمبو السويدية: «بعد عامين ونصف دون عملية سياسية رسمية، يشكل اجتماع الوفدين هنا علامة فارقة».

وأعرب المبعوث الأممي عن أمله بالتوصل خلال الأيام المقبلة إلى اتفاق لتخفيف معاناة اليمنيين، وأضاف قائلاً: «كل المشاكل لن تحل إلا بالإصغاء لجميع الأصوات اليمنية».

وأشار إلى أن المحادثات ستتطرق إلى خفض العنف وإيصال المساعدات الإنسانية، مؤكداً أن هناك اجماعاً كبيراً على الحاجة الملحة لحل النزاع في البلد الذي يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

ورأى أنه يدرك أن هناك «قرارات صعبة اتخذت من الأطراف لحضور المشاورات»، وشكر التحالف الذي تقوده السعودية على دعمه للمشاورات.

ولفت إلى أن الأمم المتحدة والمسؤولين عن الأزمة الانسانية أوضحوا الافاق المرعبة لوجود مجاعة «وهناك مخاطرة بأن نصف السكان اليمنيين سيكونون عرضة للأمراض والمجاعة».

الدستور والمطار

وأفاد غريفيث بأن لديهم طموحات لمناقشة الخطوط الرئيسية للدستور، قائلا: «هناك إجراءات لبناء جسور الثقة، سنناقش الإفراج عن الاسرى، وسنتحدث عن الرغبة في فتح مطار صنعاء، وقضية الاقتصاد وكيف لهما أن يسهما في وضع إطار محدد».

كما أشار إلى أنه سيتم التطرق لتخفيف العنف و«الرسالة التي حصلت عليها من قيادة الطرفين، سننظر في موضوع الحديدة». وقال إنه يسعى لتحييد مدينة الحديدة ومينائها البحري الاستراتيجي وتجنيبها الحرب.

وتعهد بطرح مبادرة لإعادة تشغيل مطار صنعاء.

ومن جهتها، أكدت وزيرة خارجية السويد ضرورة رفع المعاناة الانسانية عن اليمنيين.

واعربت عن الأمل أن تكون محادثات السلام التي تستضيفها بلادها خطوة لإنهاء النزاع المستمر منذ 4 سنوات.

الحديدة والألغام

وقبيل انطلاق المشاورات التي لا يتوقع أن تفضي إلى تقدم ملموس لإنهاء النزاع الذي اندلع بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر 2014، نقلت وزارة الخارجية اليمنية عن وزير الخارجية خالد اليماني الذي يرأس وفد بلاده بالسويد، مطالبته بـ «خروج الميليشيات الانقلابية من الساحل الغربي بالكامل، وتسليم المنطقة للحكومة الشرعية»، في إشارة إلى مدينة الحديدة ومينائها الذي يشكل شريان حياة رئيسيا لملايين اليمنيين.

وقال مصدر في الوفد الحكومي إنّ الرئيس هادي يريد الحصول على خرائط الألغام التي زرعها الحوثيون في اليمن.

تهديد حوثي

في المقابل، هددت جماعة الحوثي أمس، بإغلاق مطار صنعاء الدولي بوجه رحلات الأمم المتحدة، في حال عجزت مشاورات السويد عن التوصل إلى حل يقضي بإعادة فتح المطار المغلق منذ 3 سنوات بعد سيطرة التحالف على أجواء اليمن.

وقبل يوم من انطلاق المشاورات، انتزعت قوات الجيش اليمني، مواقع جديدة من قبضة الميليشيات في مديرية دمت شمال محافظة الضالع جنوب البلاد.

من جهة أخرى، أكد السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر أن السعودية والإمارات قدمتا مليار دولار لمنظمات الأمم المتحدة بداية العام، إلا أن أقل من نصفها فقط صرف. وجاء ذلك ردا على إعلان مسؤول أممي أن حاجات اليمن الإنسانية ستتفاقم العام المقبل.