قام ممثل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، سمو الشيخ ناصر المحمد، أمس الأول، بزيارة للرئيس السابق جورج دبليو بوش، في مبنى "بلير هاوس" بواشنطن، وسلمه رسالة خطية من سمو الأمير، نصها:

"تلقينا ببالغ الحزن والتأثر نبأ وفاة الصديق الحميم والدكم الرئيس جورج بوش، الرئيس الحادي والأربعين للولايات المتحدة الصديقة. ولهذا الغرض، أصدرت أمري بإيفاد سمو الشيخ ناصر المحمد ليمثل الكويت وشخصي في مراسم تشييع جنازة الفقيد الكبير، مجددا باسم شعبي وحكومتي وباسمي شخصيا مشاعر الأسى بهذه الفاجعة المؤلمة لنا جميعا، ومعربا عن خالص التعازي القلبية وصادق المواساة لكم ولأسرة بوش الموقرة بهذا المصاب الجلل، مؤكدين في الوقت نفسه أننا حقا فقدنا صديقا عزيزا له معزة خاصة وقدر كبير في قلوب الشعب الكويتي الذي لن ينساه أبدا، ونصيرا للحق والعدالة".

Ad

واضاف: "مستذكرين بكل التقدير والاعتزاز مواقف الراحل التاريخية والشجاعة المشرفة تجاه الكويت، والتي تجسدت جليا في رفضه القاطع للاحتلال العراقي الغاشم لها منذ اللحظات الأولى، ودوره الريادي الكبير في تشكيل وقيادة التحالف الدولي لتحرير الكويت من ذلك الاحتلال، وسعيه الشخصي لحشد دعم نظرائه رؤساء دول العالم لتشكيل التحالف الدولي".

وتابع سموه: "مؤكدين في الوقت ذاته أن تلك المواقف النبيلة ستظل راسخة في ذاكرة الكويتيين جميعا ولن ينساها، راجين له الرحمة ولكل أفراد الأسرة الكريمة جميل الصبر والعزاء".

كما قام ممثل سموه بزيارة لمبنى الكونغرس في واشنطن، حيث ألقى النظرة الأخيرة على جثمان الرئيس الراحل، قبل أن يشارك في الجنازة الرسمية أمس التي جرت بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب.

ترامب و4 رؤساء

وانضم ترامب إلى أربعة رؤساء أميركيين سابقين هم جيمي كارتر وبيل كلينتون وباراك أوباما وجورج دبليو بوش الابن، وزوجاتهم روزالين كارتر، وهيلاري كلينتون، وميشيل أوباما، ولورا بوش، في الجنازة التي أقيمت في كاتدرائية واشنطن الوطنية.

وتوفي بوش في منزله بهيوستن بولاية تكساس الجمعة الماضي، عن عمر يناهز 94 عاما.

وألقى كل من نجل بوش، ورئيس الوزراء الكندي السابق بريان مولروني، والسيناتور الأميركي السابق آلان سيمبسون، والمؤرخ الرئاسي جون ميتشام، كلمات التأبين.

القادة الأجانب

ومن بين القادة الأجانب، الذين سيحضرون الجنازة، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي وصفت بوش بأنه "ضربة حظ في التاريخ الألماني"، وأشادت بدوره في العلاقات عبر الأطلسي.

وترأس بوش الولايات المتحدة من 1989 إلى 1993، وكان داعما قويا لإعادة توحيد ألمانيا خلال فترة رئاسته، التي شهدت أيضا نهاية الحرب الباردة.

كما شارك في الجنازة ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، ورئيس الوزراء البريطاني السابق جون ميجور، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وعقيلته الملكة رانيا، وحضر أيضا الحاكم العام الأسترالي بيتر كوسغروف وزوجته لين، والرئيس البولندي أندريه دودا، إضافة إلى مسؤولين من اليابان والبرتغال وإستونيا وبولندا وبرمودا وقطر.

وبدأت الجنازة في السادسة مساء بتوقيت الكويت، بعد نقل نعش بوش في موكب من مقر الكونغرس إلى الكاتدرائية الوطنية.

وأعلن ترامب أمس يوم حداد وطني، وأصدر أمرا تنفيذيا بإغلاق المكاتب الحكومية الاتحادية تكريما لبوش، كما تم إغلاق الأسواق المالية الأميركية.

4000 عسكري

يشار إلى أن الجيش الأميركي، إلى جانب سلطات إنفاذ القانون في واشنطن، تولوا المسؤولية عن الجنازة، وأفاد بيان صحافي أصدره الجيش بأن نحو 4000 عسكري ومدني من جميع أفرع القوات المسلحة مسؤولون عن المراسم.

وقال الميجور جنرال مايكل آل هاوارد: "هذه الجنازة الرسمية هي تتويج لأعوام من التخطيط والتدريب، لتأكيد أن الدعم الذي يؤديه الجيش للرئيس بوش ليس أقل من تكريم من الطراز الأول".