تسابقت جمعيات النفع العام مؤخرا في استضافة متحدثين وورش عمل حول رؤية الكويت 2035، آخرها دعوة كريمة وصلتني من رابطة الاجتماعيين قبل يومين لحضور ورشة عمل حول رؤية الكويت 2035، والتي تهدف إلى الاستثمار بمكانة الكويت كمركز إقليمي رائد والمراهنة على تطوير الرؤى باتجاهاتها التنموية المالية والتجارية والثقافية والمؤسسية.

والناظر إلى ركائز الخطة المستقبلية سيجدها كما يلي:

Ad

• الوصول إلى مكانة دولية متميزة.

• العمل على توفير البنية التحتية المتطورة.

• الاستثمار بالرأسمال البشري الإبداعي.

• تحويل النمط الإداري الحالي إلى نموذج متطور من الإدارة الحكومية.

• توفير الرعاية الصحية ذات الجودة العالية.

• الدفع باتجاه الاقتصاد المتنوع المستدام.

• توفير البيئة المعيشية المستدامة.

ولو حاولنا إعادة صياغة الأفكار المطروحة، لوجدنا نقاطا مهمة قد تحققت فعلا، وعلينا رفع سقف الأهداف، فالنقطة الأولى، وهي المكانة الدولية المتميزة، على سبيل المثال، قد بلغناها في السابق، وتتمتع بل تتميز بها الكويت حاليا، إذاً فالأمر بحاجة إلى ابتكار أبعاد أخرى، كالاستثمار في التدريب الدبلوماسي التقني والإعلامي، أو الاستبدال بالبيروقراطية الحالية نظاما حديثا ومرناً يمنح الدبلوماسي آلية اتخاذ القرار السليم دون الوقوع في شباك البيروقراطية.

أما فيما يخص البنى التحتية، فتأتي برامج التخطيط الاستراتيجي الفاعل والتجارب الواقعية لتعيدنا إلى المرحلة التي قررت الدولة بناء المدينة الجديدة دون معالجة التصدعات والتشققات الأرضية التي امتلأت بالمياه، جارفة معها منازل وطرقاً وأعني مدينة صباح الأحمد وجسر المنقف. إذاً فالخطة بحاجة إلى أبعاد "علاجية" فيما يخص البنى التحتية، وذلك لتكتسب مصداقية وتقترب من "مشاعر" المواطنين.

وفيما يخص "الرأسمال البشري الإبداعي"، فباعتقادي أن "المواهب" قد فاقت سرعتها سرعة الدولة في التخطيط، وأخذت مكانها في التواصل الاجتماعي، وأصبحت مراكز ربحية لم تستطع وزارة التجارة أن تلحق بها بقوانين تنظمها، وما زالت وزارة الإعلام تهرول لتنظم الإعلام الرقمي والإعلان معا.

بل ما زال النظام التعليمي العام مصمما ليقف حجر عثرة أمام الموهوبين والمبدعين، وذلك بإصراره على التقييم التقليدي للطلبة، دون أخذ الاعتبار بمعايير أخرى مرتبطة بقياس رأس المال البشري الإبداعي. فمقياس رأس المال البشري نموذج استعانت به الأمم المتحدة في التقارير الإنمائية، آخذة بعين الاعتبار احتساب ما ينتج أو يزيد من إنتاجية الموظف من خلال المهارات المعرفية والتقنية المكتسبة، وقد أشرت في مقالات سابقة نشرت في جريدة "الجريدة" إلى ذلك المقياس ورأس المال الفكري Intellectual capital index.

وأتفق مع مقالة للكاتب إقبال قادر بمجلة "هارفارد بزنس ريفيو" حول نجاح الهند في تطبيق الاستثمار برأس المال الفكري والإبداعي، وذلك عبر تحويل نظامها التعليمي إلى "مصنع" للكفاءات، واضعة خطة لإصلاح العملية التعليمية إصلاحا فعليا.

إذاً نحن في زمن يفرض علينا الوصول عبر تجاربنا العملية إلى الوصفة المناسبة للتنافسية والإنتاجية والإدارة الفاعلة، وتحديث خطتنا برفع سقف التطلعات والأمنيات بشكل يتناسب مع قدراتنا وقدرات الدولة في دخول زمن الحداثة والتطور.