علمت «الجريدة» من مصدر مطلع برئاسة أركان القوات المسلحة الإيرانية، أن ضغوطاً مارستها حكومة الرئيس حسن روحاني نجحت في إبعاد قوات وحدة «مقر القدس» التابعة لـ «الحرس الثوري» عن تولي مهمة ضبط الحدود مع باكستان، واستبدالها بوحدات تابعة للجيش، بعد استشراء عمليات تهريب البضائع والسلع من خلال دفع الرشا.

وأكد المصدر أن هذه الضغوط أثمرت، إذ وافق المرشد الأعلى علي خامنئي المؤيد لنفوذ «الحرس الثوري»، في نهاية المطاف، على الخطوة باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة.

Ad

وذكر أن «مقر القدس» الموكل إليها حماية الحدود والتصدي للمهربين منذ 3 عقود أزيح بعد ارتفاع وتيرة تهريب البضائع من باكستان إلى إيران، إضافة إلى تهريب معاكس لأسلحة ومخدرات من أفغانستان إلى باكستان.

وأفاد بأن أجهزة أمنية كشفت تفشي الفساد في «مقر القدس»، إذ تتم عمليات تهريب البضائع والبشر بعلم قيادات بالوحدة، وعبر دفع رشا لضباط كبار فيها. وأضاف أن الأجهزة الأمنية استطاعت رصد أنابيب لتهريب البنزين ممدودة تحت الأرض من إيران باتجاه أفغانستان وباكستان، لتمرير ملايين اللترات من المحروقات الإيرانية زهيدة الثمن، لجني ثروات طائلة من خلال بيعها بالأسواق الموازية في دول الجوار التي تباع فيها المحروقات بـعشرة أضعاف ثمنها في إيران.

ولفت إلى تمكن عناصر تنظيم «القاعدة» المتشدد وحركة «طالبان» من اجتياز الحدود عبر دفع مبالغ طائلة لعناصر بـ «مقر القدس»، خلال الغزو الأميركي لأفغانستان مطلع القرن الحالي، رغم أن عدداً كبيراً منهم كان مطلوباً أمنياً في إيران.

وبين المصدر أن الأجهزة الأمنية اضطرت لملاحقة بعض العناصر المتشددة أكثر من عشر سنوات لتستطيع اعتقالها، وفي حين تمكنت عناصر من الهرب ومغادرة البلاد مازال البعض الآخر ممن يشكلون تهديداً أمنياً يعيشون داخل إيران بهويات مزيفة.