كلنا يعلم قوة الإنترنت واعتماد الحكومات والشعوب والمؤسسات عليه، والدليل أنه عند حدوث أي عطل في الخدمة يقول الموظف «السيستم» عطلان، فيُشل البلد، ولكن سؤال المقال هو: هل الإنترنت كعالم افتراضي يزداد فظاعة وبشاعة وانحلالاً في محتواه من مواد مرئية ومسموعة ورسائل ضارة للأخلاق ومدمرة للنفوس أم العكس؟

تعد بلدان الوطن العربي من آخر الدول التي تعاملت من الإنترنت بجدية، فلا يزال أكثر الناس يجهل قوانين الجرائم الإلكترونية التي تشمل التحرش الجنسي بألفاظ أو صور خادشة للحياء تنشر في أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي، أو أي غش تجاري، ناهيكم عن التحريض على الجرائم، مثل الشباب المتورطين في مشاركة روابط اللعبة المحرضة على الانتحار، مثل لعبة الحوت الأزرق؛ التي تعتبر مشاركة رابطها مساهمة في الجريمة يعاقب عليها القانون... فهل الحكومات حقاً جعلت الإنترنت أكثر أمناً؟ وماذا عن الناس أنفسهم؟

Ad

قد يفاجأ البعض بأن أكثر من ٨٥ في المئة من محتوى الإنترنت هو من الناس أنفسهم، فما تويتر وفيسبوك ويوتيوب وغوغل، بجلالة قدرها، لولا مشاركات الناس وتصاميمها وإنتجاتها؟ لعلنا لاحظنا في التسعينيات عزوف العوائل عن الإنترنت وتحذير الدعاة منه، إلى أن دخل الدعاة فيه وأدخلوا العوائل فيه، والإنترنت خير لابد منه إذا تشدد فيه القانون وتعززت أسس الناس، وهو شر لابد منه إذا كان الحال العكس.

في رأيي الشخصي بكل تأكيد الإنترنت، شهراً بعد شهر، يصبح عالم أصفى وأكثر أمناً بسبب تكاثر القوانين، وتكشف هوية المستخدمين أمام بعضهم، فالبروتوكولات المهنية، والحياء الاجتماعي، واللباقة العامة أحرجت الناس وردعتهم أكثر فأكثر، فهل سيغير المستقبل ذلك؟ أترك الجواب للقارئ.