إكرام سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد (أبو ناصر)، بالاستجابة لمبادرته الخيرة، هو إكرام لكل عربي فيه كرامة، وهذا الكلام موجه إلى طرفي النزاع في اليمن، الذي كان ذات يوم سعيداً، والذي لم يعد شعبه العزيز على العرب كلهم، سابقاً ولاحقاً، وحتى يوم تقوم الساعة، يحتمل هذا التذابح المكلف جداً، وبخاصة في الأرواح، الذي يقضي قول الحقيقة التأكيد على أن سببه خارجي، وهنا فإن كل شيء في هذا المجال غدا واضحاً ومعروفاً، ولا ضرورة لقول أكثر من هذا احتراماً لصاحب هذه المبادرة، الذي هو حكيم هذه الأمة، ويوجعه وجع أي من أطفالها من شواطئ البصرة في الشرق وحتى تطوان و"أصيلة" في الغرب.

والآن وبعيداً عن نكئ الجروح فإن المفترض أن هؤلاء الأشقاء بطرفيهم، وهذا مع أننا، وفي طليعتنا صاحب هذه المبادرة الكريمة، نَصِرُّ على أنهم طرف واحد، وإن وضعوا اليمن، هذا البلد العظيم في الماضي والحاضر والمستقبل، في قلوبهم فسيجدوا أن ثمن عدم نجاح المبادرة السابقة كم كان مكلفاً بالنسبة لأرواح اليمنيين، وأيضاً بالنسبة لما أصاب بلدهم من دمار وخراب في كل المناطق والاتجاهات، سواء في الشمال أو في الجنوب، وسواء في الشرق أو في الغرب، وسواء في صنعاء أو في عدن، أو في الحديدة ومأرب!

Ad

إنه لا ضرورة إطلاقاً للعودة إلى التلاوم وتبادل الاتهامات، فما حصل رغم تكلفته الفادحة وأوجاعه الكثيرة قد حصل، وعليه فإن القادمين إلى الكويت، الذين يقول لهم الشعب الكويتي العروبي العظيم "على الرحب والسعة"، يجب أن يضعوا كل ما جرى خلال أكثر من 4 أعوام وراء ظهورهم، وأن يكون شعارهم "عفا الله عما سلف"... واليمن الواحد الموحد فوق الجميع، ولتطوى الصفحات الدامية كلها، ويبدأ هذا الشعب، الذي انطلقت مسيرة الأمة العربية من عنده، صفحة جديدة.

ويقيناً إن لم تنجح هذه المبادرة، وهي يجب أن تنجح وستنجح بجهود الطيبين وبإرادة المخلصين، فإن الأجيال القادمة ستتبرأ من هذا الجيل اليمني كله، والتاريخ سيكون موجعاً جداً في عقوبته، والمفترض أن العرب كلهم... وبدون أي استثناء، سيكون لهم موقف حازم جداً ضد الطرف المعطل، وضد من يُغلّب أي ارتباط خارجي على إرادة الشعب اليمني وعلى تطلعات الأمة العربية، وحرصها على أن يكون هذا البلد الذي انطلقت مسيرتهم منه واحداً وموحداً، وعدن مثلها مثل صنعاء ومثل الحديدة.

ونحن المتابعين لهذه الجهود الخيرة نقول لحكيم العرب وشيخهم، أطال الله عمره، إن من "يكرمك" يكرم الأمة العربية كلها، وإن من يخذلك، لا سمح الله سيخذلنا كلنا، واستعادة هذا البلد العزيز لوحدته هي استعادة هذه الأمة لبعض كرامتها... إنها لحظة يجب أن تقال فيها الحقيقة، والحقيقة أن "أبا ناصر" هو الضمير العربي المستيقظ دائماً وأبداً... أطال الله عمره.