عشنا في الأيام الماضية أيام شتاء معتدلة البرودة وزيادة في الأمطار المباركة من فضل الله على هذه البلاد، والذي قد يكون غريباً عليها هو وجود السيول وانجراف الشوارع في بعض المناطق، مما أثار الرعب في قلوب الكثيرين وخصوصا مرضى الاحتياجات الخاصة وكبار السن، مما يسيء حالتهم الصحية بسبب الخوف والرعب الذي قد يصاحب هذه الفئة في الشتاء، علماً أن الشتاء معروف بأمراض الجهاز التنفسي، كالزكام والتهاب الحنجرة والبلعوم، والتي تنتج عن «الفيروسات الشتوية»! كما تزيد أعراض مرض الربو التحسسي والنفسي، هذا بالإضافة إلى أمراض المفاصل وآلامها، بسبب التقلصات العضلية حول المفاصل.

يقول الأطباء النفسانيون إن الحالة النفسية السلبية عند بعض الأشخاص والتراجع أو التذبذب في المزاج قد تكون مرتبطة بالشتاء، مما يؤدي إلى انخفاض في المناعة، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بمرض ما، مثل ضيق في التنفس أو الاختناق، والاكتئاب والوحدة والتشاؤم، والشعور بالحزن عند الكثيرين، في حين قد يثير فصل الشتاء عن غيره من فصول السنة مشاعر متباينة بين الناس، ومنهم من يراه يثير مشاعر الحنين والرغبة العارمة في الحب والاستمتاع بالطبيعة، ويبعث على الدفء، وينمي روح العائلة والجَمْعة، لما في الأمطار من تنقية الأجواء وبعث الحياة، وتصفية الهواء وزيادة الأكسجين الداخل للخلايا الحية.

Ad

ويقول المختص بالطب النفسي، د. الحباشنة إن «لكل شخص فينا منظومة يربط خلالها المواقف بالمواسم، وفصل الشتاء مرتبط بالاكتئاب، وخصوصا لدى الفتيات اللواتي يتأثرن بفصل الشتاء، فتزداد عندهن العصبية، وتكدر المزاج والبكاء ويزيد الأكل والنوم، بسبب غياب الشمس المرتبط بقلة إفراز موصلات السعادة، فيدخل الإنسان في حالة كسل في الحركة والعمل والحياة الاجتماعية ويميل إلى العزلة والبقاء في مكانه!».

في حين أجمع زملاؤنا الصيادلة والمعنيون بالتغذية من خبراتهم على أن المحافظة على الوجبات الرئيسة الغنية بالعناصر الغذائية، قد تساهم إلى حد بعيد في تمالك الأعصاب والخروج من كوارث فصل الشتاء النفسية، فعلى سبيل المثال وجود فيتامين (A) و(B-complex) و(C) و(D) بالإضافة إلى زيت السمك و(5-HTP) المحفز للسيروتونين (هرمون السعادة) في الوجبات المكملة غذائياً أو دوائياً، ستعمل على رفع المزاج وتعديله، ومن ثم الخروج من الاضطرابات النفسية التي تصاحب بعض الأشخاص.

غير أن هذه الفيتامينات تعتبر مضادة للأكسدة ومقوية للجهاز المناعي، وهي ضرورية في فصل الشتاء للوقاية من الأمراض، كما أننا نرى في انتهاز نقاوة الجو في الشتاء كثيراً من الشركات الاستثمارية تشجع على الماراثونات في هذا الفصل وتدعو إلى رياضة المشي والمحافظة على الصحة والوزن المثالي.

* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية