على وقع تجدد الاشتباكات العنيفة في مدينة الحديدة الساحلية بين القوات اليمنية الموالية للحكومة المعترف بها دولياً والمتمردين الحوثيين، وصل المبعوث الدولي الخاص مارتن غريفيث إلى العاصمة صنعاء، أمس، في بداية التحضير لجولة جديدة من مشاورات السلام ستستضيفها السويد مطلع ديسمبر المقبل.

وسيلتقى المبعوث الأممي، زعيم حركة "أنصار الله" عبد الملك الحوثي، وقيادات أخرى، إلى جانب قيادة حزب المؤتمر الشعبي الموجودة في العاصمة الخاضعة لسيطرة المتمردين، وسيناقش معهم إجراءات بناء الثقة وخطته للسلام.

Ad

وذكرت تقارير أن غريفيث سيسعى للحصول على موافقة زعيم التمرد على الانسحاب من ميناء الحديدة، ووضعه تحت إشراف الأمم المتحدة وإتمام عملية تبادل للأسرى والمعتقلين، إلى جانب توحيد البنك المركزي.

في المقابل، جددت الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، مطالبتها مجلس الأمن الدولي بإدانة انتهاكات الميليشيات للقانون الدولي الإنساني في الحديدة.

جاء ذلك، في وقت أكدت بريطانيا أنها تتفاوض مع السعودية والإمارات عبر الكويت، بعد إبداء "التحالف" ملاحظات على مشروع قرار طرحت لندن مسودته على أعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن.

وتدور ملاحظات التحالف بشأن القرار حول صيغته، التي تصف النزاع اليمني بين طرفين وكأنها تسوي بينهما، بالإضافة إلى عدم تضمينه التأكيد على ضرورة تطبيق القرار الأممي رقم 2216 الذي ينص على ضرورة انسحاب المليشيات من المدن وتسليمها السلاح الثقيل وشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.

يأتي هذا في حين اندلعت اشتباكات عنيفة لليلة الثانية على التوالي في مدينة الحديدة، منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، في تصعيد يهدد بنسف اتفاق تهدئة غير معلن، بهدف تهيئة الأجواء لعقد مشاورات السلام.

وبعد هدوء عمّ جبهات القتال خلال النهار، إثر اشتباكات ليلية عنيفة شهدتها المدينة المطلّة على البحر الأحمر ليل الاثنين - الثلاثاء، وكانت الأولى منذ توقّف المعارك تماماً قبل نحو أسبوع، تجدّدت المعارك في الأحياء الجنوبية والشرقية للحُديدة.

واعتبرت حكومة هادي، في رسالتها إلى المجلس الدولي، أن توقيت طرح لندن لقرار أممي يمثل إضرارا بمشاورات السلام المرتقبة في السويد.

واستهدفت مقاتلات تحالف دعم الشرعية منصة لإطلاق الصواريخ، ومعسكراً تدريبياً للميليشيات الانقلابية في مديرية القناوص، شمال شرقي مدينة الحديدة، وذلك بالتزامن مع استمرار المواجهات العنيفة بين قوات الجيش الوطني والميليشيات في أنحاء متفرقة من المدينة.

وأفادت مصادر محلية، أمس، بأن الغارات أسفرت عن تدمير منصة الصواريخ التي كانت معدة للإطلاق باتجاه مواقع الجيش.