أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب، في بيان، أن "الولايات المتحدة تنوي البقاء شريكا لا غنى عنه للسعودية"، أيا كانت التطورات اللاحقة في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول مطلع الشهر الماضي.

وأصدر ترامب بيانا استثنائيا، أمس الأول، من 649 كلمة، استهله بعبارة: "إن العالم مكان خطير للغاية"، وبدأه بالتحذير من مخاطر إيران، ومن ثم فوائد التحالف مع السعودية، قبل أن يتطرق الى قضية خاشقجي، مؤكدا أن تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) حول قضية خاشقجي، لم يتوصل إلى أي استنتاج "قاطع".

Ad

وكان الرئيس الأميركي قال السبت الماضي، إنه سيعلن خلال أيام تقريرا بشأن القضية، وذلك بعد تقارير إعلامية زعمت أن CIA وصلت الى استنتاج حول دور لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وقال ترامب في البيان المؤلف من 8 مقاطع إن "CIA نظرت في الأمر، ولم تتوصّل إلى أي شيء قاطع"، وأن الأجهزة الأميركية تواصل تقييم المعلومات، مضيفا أنه "ربما سيصعب معرفة كافة الحقائق المحيطة بالجريمة".

وتابع: "الجريمة ضد خاشقجي كانت رهيبة، وهي جريمة لا تتغاضى بلادنا عنها. في الواقع، لقد اتخذنا إجراءات قوية ضد أولئك الذين سبق أن عُرف أنهم شاركوا في القتل. بعد بحث مستقل كبير، نعرف الآن الكثير من التفاصيل عن هذه الجريمة الرهيبة. لقد فرضنا بالفعل عقوبات على 17 سعوديا معروفا بتورطهم في قتل خاشقجي، والتخلص من جثته".

وأضاف: "يقول ممثلو السعودية إن خاشقجي كان عدوا للدولة، وعضوا في جماعة الإخوان المسلمين، لكن قراري لا يستند بأي حال إلى هذا، إنها جريمة غير مقبولة وفظيعة".

وشدد ترامب على المصالح مع السعودية وشركاء آخرين في المنطقة، مؤكدا أن الولايات المتحدة تعتزم استمرار هذه الشراكة، مشيرا إلى دور الرياض في الحرب العالمية على الإرهاب، ومؤكدا أن المملكة أنفقت المليارات من الدولارات لقيادة الحرب ضد التطرف والإرهاب، وأنها كذلك حليف حيوي في مواجهة إيران.

وأضاف أن "إيران على سبيل المثال مسؤولة عن الحرب بالوكالة ضد السعودية باليمن، وتحاول زعزعة استقرار العراق وتدعم حزب الله الإرهابي في لبنان والدكتاتور بشار الأسد في سورية، الذي قتل الملايين من مواطنيه"، لافتا الى أن "إيران قتلت عددا من الأميركيين والأبرياء في الشرق الأوسط".

وأنهى البيان بالقول: "أنا مع السعودية". وقال ترامب إنه لن يدمر الاقتصاد العالمي بالتشدد تجاه المملكة، لافتا إلى أن الأخيرة ساعدت بلاده في إبقاء أسعار النفط منخفضة.

من ناحية أخرى، وفي خطوة تُعدٌّ تطورا مهما في تحقيق امتد لأكثر من عام وتكرّر انتقاده من جانب الرئيس الأميركي، قدم ترامب، أمس الأول، ردا مكتوبا على الأسئلة التي طرحها المحامي الخاص روبرت مولر الذي يقود التحقيق في التدخل الروسي بانتخابات عام 2016.

وقال ترامب: "لقد تم الانتهاء من ذلك. انتهيت منه أمس (الأول). إنها بحوزة المحامين. أفترض أنهم سيقدمونها قريبا".

ويبحث تحقيق مولر التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 التي جاءت بترامب رئيسا للولايات المتحدة على حساب مرشحة الديمقرطيين هيلاري كلينتون.

من ناحيته، قال رودي جولياني، محامي الرئيس، إن ترامب قدم إجابات مكتوبة عن أسئلة مولر. وأضاف في بيان أن "معظم ما طرح من أسئلة أثار مشكلات دستورية خطيرة وتجاوز نطاق تحقيق يحظى بمشروعية"، لكنه أشار الى أن الرئيس قدم "تعاونا غير مسبوق، وأن الوقت حان لإنهاء هذا التحقيق".

ونفى ترامب أي تواطؤ مع موسكو، واصفا تحقيق مولر بأنه "حملة اضطهاد". ونفت روسيا أيضا أي تواطؤ.

إيفانكا وهيلاري

على صعيد آخر، أكد الرئيس الأميركي أن ابنته استخدمت حسابا بريديا الكترونيا خاصا لمراسلات حكومية، لكنه رفض أي مقارنة بين إيفانكا وهيلاري كلينتون، معتبرا أن ذلك سيشكل "تضليلا".

وكان ترامب قد انتقد بحدة منافسته في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2016، مؤكدا أنها خالفت القانون باستخدام حساب بريدي الكتروني خاص.

لكنه أكد أمس الأول، للصحافيين "في وقت سابق ولفترة قصيرة، كتبت إيفانكا بعض الرسائل الإلكترونية. لم تكن سرية مثل تلك التي كتبتها هيلاري كلينتون. ولم يتم حذفها مثل ما فعلت هيلاري. نحن نتحدث عن أمر مختلف تماما، كلها أخبار مضللة".

لكن دفاع ترامب عن ابنته، وكبيرة مستشاريه، لم يسهم كثيرا في الحد من حماس أعضاء في "الكونغرس" من الحزبين أعلنوا خططا للتحقيق في ما إذا كانت قد انتهكت القواعد الفدرالية في هذا المجال.

وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الاثنين، أن إيفانكا استخدمت حسابا بريديا الكترونيا خاصا لإجراء مراسلات حكومية، مشيرة إلى أن هذا الأمر اكتشفه مسؤولون في البيت الأبيض أثناء مراجعتهم رسائل إلكترونية ردّا على دعوى متعلقة بالسجلات العامة.

على صعيد آخر، أعلن ترامب أنه يمكن أن يحضر للمرة الأولى العشاء التقليدي لجمعية مراسلي البيت الأبيض العام المقبل، في غياب مقدم ساخر للحفل.

ومنذ توليه الرئاسة في يناير 2017، رفض ترامب الذي تتسم علاقاته بعدد من وسائل الإعلام بتوتر كبير، حضور هذا العشاء، خلافا للرؤساء السابقين الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء.

بن سلمان يلتقي ترامب وبوتين في الأرجنتين

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول، إنه ينوي مقابلة ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان على هامش اجتماعات قمة مجموعة الدول العشرين الكبرى في الأرجنتين أواخر الشهر الحالي، إذا شارك ولي العهد السعودي في القمة، مضيفا أنه "من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان الأمير محمد سيشارك في القمة باعتبار المملكة العربية السعودية عضو في المجموعة".

وفي موسكو، أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، امس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يلتقي ولي العهد السعودي على هامش قمة الـ20. وكان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أعلن الليلة قبل الماضية، إن "ولي العهد السعودي سيتوجه إلى قمة العشرين في الأرجنتين كجزء من جولة خارجية سيقوم بها" من دون كشف الدول التي ستشملها الجولة.