احتضن مسرح عبدالحسين عبدالرضا حفلا موسيقيا غنائيا استعراضيا للفرقة الطاجيكية، نظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وشهد حضورا كثيفا من المهتمين بالشأن الثقافي والفني ملأ جنبات المسرح عن آخره، تقدمه قيادات المجلس ولفيف من أعضاء السلك الدبلوماسي لدى الكويت.

ويحرص المسؤولون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على استقدام فرق تحمل إرثا ثقافيا ثريا نابعا من حضارة بلدانها، إيمانا من المجلس بضرورة مد جسور التواصل مع شعوب العالم المختلفة، لإثراء محصول الثقافة في الكويت، وتجلى ذلك واضحا خلال حفل الفرقة الطاجيكية.

Ad

واللافت في هذه الاحتفالية، التي أقيمت مساء أمس الأول، أنها تتميز ببعد ثقافي فني اجتماعي في الوقت نفسه، فمنذ ان تطأ قدم الزائر مسرح عبدالحسين عبدالرضا يشعر بأنه في كنف قطعة من طاجيكستان، بدءا من اللوحات المعلقة في مدخل المسرح، مرورا ببعض الأكلات الشعبية الشهيرة هناك، وصولا الى مطبوعات تستعرض التاريخ الطاجيكي، وأهم المعالم السياحية، كل تفصيلة كانت تنبض بالجمال.

بهذه الكلمات يمكن اختزال تلك التجربة التي استمرت ساعتين لم يتسرب الملل إلينا لوهلة، كنا بصدد رحلة انتقلنا فيها الى دولة أخرى استمتعنا على وقع الرقصات الاستعراضية، وانتشينا بلون غنائي وموسيقي جديد، وسعدنا بأعضاء الفرقة وعزفهم على الآلات المستوحاة من واقع التراث الطاجيكي، فضلا عن الأغنيات المميزة التي وجدت طريقها الى قلوب الحضور رغم اختلاف اللغة.

وفي السابعة مساء اعتلى أعضاء الفرقة الطاجيكية المسرح لتبدأ الأمسية على وقع أنغام موسيقية بمعية لوحات استعراضية راقصة تعبر عن تاريخ وثقافة المنطقة بآلات من وحي التراث الطاجيكي.

ويلمس المتابع لتلك الأمسية مدى التقارب بين الموسيقى الطاجيكية والتركية على صعيد المقامات والأجواء، الأقرب في ظاهرها الى الصوفية، تلك الأنغام الهادئة التي تنساب من بين ايدي العازفين لتمر الى النفس وتسمو بها لفضاءات بعيدة تفتح لنا الطريق لنتجول داخل أروقة وطرقات طاجيكستان ونمضي دقائق بين السهول والجبال حيث الطبيعة الخلابة الساحرة.

وفطن القائمون على الحفل لأهمية الترويج لبلدهم سياحيا، فكانت خلفية المسرح تعرض صورا لمناطق عدة في طاجيكستان، وما بين الواقع الذي نشاهد جزءا منه والموسيقى الساحرة والرقصات الاستعراضية لأعضاء الفرقة، والتي تميزت بإيقاعها السريع ورشاقة أعضائها وأزيائهم ذات الثراء على مستوى التصميم والألوان.

وتميز برنامج الحفل بالتنوع بين العزف المنفرد والغناء والاستعراض، ولعل الفقرة الأبرز كانت تلك التي تجمع بين الغناء واللوحات الاستعراضية التي اتسمت بالدقة في تنفيذها، لاسيما مع تناغم تحركات أعضاء الفرقة على المسرح، وإطلالتهم المشرقة بأزياء مختلفة بين الفقرات.