بعد نحو شهرين من فشل آخر محاولة أممية لعقد مشاورات سلام يمنية، بين الأطراف المتنازعة، أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، مارتن غريفيث، أن منظمة الأمم المتحدة تلقت تأكيدات بحضور الأطراف المتحاربة في اليمن أي مؤتمر تعقده للتوصل إلى حل سلمي للأزمة المتفاقمة، وذلك عشية إعلان مندوب الحكومة اليمنية بمجلس الأمن أحمد عوض بن مبارك، أن حكومته قبلت بمقايضة الأسرى الحوثيين لديها بمعتقلين ومختطفين محتجزين لدى الجماعة المتمردة.

وقال غريفيث، خلال كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، إن الأمم المتحدة ستعقد بشكل عاجل مؤتمراً للأطراف المتحاربة في استوكهولم بالسويد، بعدما أظهر التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وجماعة "أنصار الله" الحوثية المتمردة استجابة للحضور والالتزام بالتوصل إلى حل سلمي.

Ad

وأضاف أن الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، والمتمردين المدعومين من إيران أظهروا "التزاما متجددا" بالعمل على حل سياسي، وقدّموا "ضمانات مؤكدة" أنهم سيشاركون في المحادثات.

وتابع: "إنني عازم على أن أجمع مجدداً الأطراف سريعا في السويد. أعتقد أننا قريبون من التغلب على العقبات من أجل أن يتحقق ذلك". ولم يتم تحديد أي تاريخ لهذه المحادثات، لكن تقارير ذكرت أن المبعوث يخطط لعقدها نهاية نوفمبر الحالي.

تمهيد لوجستي

وأشار غريفيث إلى أن "التحالف" وافق على "ترتيبات لوجستية"، لتمهيد الطريق أمام المحادثات، بما في ذلك عمليات الإجلاء الطبي من مدينة صنعاء، التي يسيطر عليها المتمردون.

كما أعلن أن التوصل إلى اتفاق لتبادل السجناء بات قريباً، في مؤشر جديد على أنه تم اتخاذ إجراءات تعزز الثقة المتبادلة، استعدادا للمحادثات المقبلة.

وقال غريفيث: "هذه لحظة حاسمة بالنسبة إلى اليمن"، محذراً من أن اندلاع أعمال عنف جديدة سيعرض جهود السلام للخطر.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت عن محادثات في جنيف في سبتمبر، لكنها لم تُعقَد بعد مطالب تقدّم بها الحوثيون في اللحظة الأخيرة.

ويعتزم غريفيث زيارة العاصمة صنعاء، الأسبوع المقبل، لوضع اللمسات الأخيرة على الاستعدادات. واقترح السفر مع وفد المتمردين الحوثيين إلى السويد "إذا كان ذلك ضرورياً".

مشروع ومساعدة

وكانت السفيرة البريطانية في مجلس الأمن كارين بيرس قالت إن بريطانيا ستقدّم غداً الاثنين مشروع قرار في شأن اليمن إلى المجلس، بهدف دعم المحادثات وإعلان اتفاق لوقف إطلاق النار والحفاظ على استمرار عمل الموانئ التي تدخل منها المساعدات الإنسانية للبلاد.

ويمكن أن يحصل التصويت على المشروع البريطاني بسرعة، لكن لم يتم الإعلان عن موعد له.

وقالت بيرس، خلال جلسة مجلس الأمن أمس الأول، إن وزير خارجية بلادها جيريمي هانت طلب منها إبلاغ أعضاء المجلس عن القرار "الذي يلبي المطالب الخمسة" التي تحدث عنها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق شؤون الإغاثة الطارئة مارك لوكوك.

وفي الجلسة، حدد لوكوك خمسة مطالب رئيسية دعا أعضاء المجلس إلى العمل على إنجازها دون أي تأخير، منها تنفيذ وقف القتال في جميع البنى التحتية والمرافق وحولها، والتي تعتمد عليها عمليات الإغاثة والمستوردون التجاريون.

وأضاف لوكوك أن الرياض ساعدت في استقرار الريال اليمني، حيث أودعت بالبنك المركزي اليمني مبلغ 200 مليون دولار، ما ساعد على تمويل الواردات من المواد الغذائية والسلع الأساسية الأخرى، إلا أن هناك حاجة إلى أموال أكبر بكثير للمساعدة الإنسانية في ظل التحديات المتنامية.

دعم كويتي

في غضون ذلك، أبدت الكويت استعدادها لتوفير دعم لوجستي، لضمان مشاركة الأطراف اليمنية في جولة المشاورات المنتظر اقامتها في استوكهولم، مؤكدة دعمها لجهود غريفيث.

جاء ذلك خلال كلمة الكويت في جلسة مجلس الأمن حول اليمن، التي ألقاها مندوب البلاد الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي.

وأكد العتيبي إيمان الكويت بأنه لا حل للأزمة في اليمن إلا الحل السياسي، معربا عن دعم العملية السياسية الكفيلة بإنهاء معاناة الشعب اليمني، مع أهمية ارتكاز الجهود الرامية لإنهاء الأزمة على المرجعيات السياسية الثلاث، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وأشار إلى أهمية الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 2216، بما يضمن سيادة اليمن واستقلاله ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.

ورحب العتيبي بإعلان عودة استئناف المشاورات، معرباً عن شكره للسويد على استعدادها لاستضافتها. وطالب الأطراف اليمنية بالانخراط فيها بحسن نية ودون شروط مسبقة، وبصورة تبدد مشاعر القلق من تكرار سيناريو جولة مشاورات جنيف.

وأوضح العتيبي أن دول تحالف دعم الشرعية عمدت إلى وقف عملياتها العسكرية آنذاك، وقدمت جميع التسهيلات الضامنة لمشاركة ميسرة ودون أي عوائق لوفد جماعة الحوثي "إلا أنه للأسف تخلف وفد الجماعة عن المشاركة فيها".

ميدانياً، خرقت المليشيات الحوثية تهدئة غير معلنة في مدينة الحديدة، وقصفت عددا من المصانع ومخازن المواد الإغاثية في مدينة الحديدة غربي البلاد.

وأعلن العقيد بالقوات الموالية للحكومة اليمنية أحمد الجحيلي أن الميليشيات استهدفت بمدفعية الهوزر مصانع الألبان وثلاجة المخلافي، ومصانع أخرى، مما أسفر عن إحراقها وتدميرها.

واتهم الميليشيات بتنفذ عمليات انتقامية، تهدف إلى تدمير البنى التحتية والمنشآت الحيوية في الحديدة.

وذكرت مصادر أن المعارك أسفرت عن مصرع 35 من المتمردين، بينهم القيادي الميداني البارز سالم النعمي، وإصابة 17 آخرين.

إلى ذلك، نجا قائد اللواء 35 مدرع في الجيش اليمني اللواء العميد الركن عدنان الحمادي، من محاولة اغتيال في محافظة تعز، جنوب غربي البلاد.