معظم خبراء الأرصاد أعلنوا هطول أمطارٍ غزيرة على البلاد هذا العام، بل قال بعضهم إنها غير مسبوقة، الأمر الذي كان يوجب على الحكومة ومجلس الأمة أن يستعدا لمثل هذا الحدث، ولكن ذلك لم يحدث، فجاءت الأمطار لتكشف لنا عدم جاهزية الدولة ومؤسساتها وصعوبة تعاملها مع الأمطار، فغرقنا بمياه الأمطار وغرقت الدولة في عدم تمكنها من مواجهة تلك الكارثة، خصوصاً في المناطق الأكثر تأثراً.

الغريب أن منطقة صباح الأحمد، وهي حديثة العهد والتشييد، أصبحت منطقة منكوبة لتأثرها بتلك الأمطار أضف إليها الأحمدي والفحيحيل والصباحية، يعني أربع مدن، ومع ذلك شاهدنا ما شاهدناه من هشاشة البنية التحتية وسوء التخطيط والتنفيذ التي تسببت في وفاة مواطن ودمار للممتلكات العامة والخاصة.

Ad

ولأننا لسنا دولة استوائية تهطل عليها الأمطار الموسمية بصورة مستمرة فمن المفترض ألا يحدث لنا ما حدث لو كانت الحكومة تجهزت لمثل هذا الحدث، وأدى المقاولون أعمالهم بحرص وأمانة، حيث كشفت الأمطار الأخيرة مدى فساد أعمالهم وظهرت عيوبها بشكل واضح وجب معه محاسبتهم وإحالتهم إلى القضاء.

يعني بالعربي المشرمح:

غرقنا وغرق معنا المجلسان التنفيذي والتشريعي بسبب أمطار سبق أن أعلن قدومها خبراء الأرصاد، وقد تكون هذه الأمطار رحمة بنا لكشف فساد الشركات التي نفذت مشاريع البنية التحية، وشركات النظافة وغيرها من المقاولين، فهل سنرى محاسبتهم أم سنكتفي بالتصريحات واللجان فقط، وتبقى الأمور كما عهدناها تحت سيطرة المتنفذين الفاسدين؟!