بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس مشاورات مع قادة الأحزاب، في محاولة لإنقاذ الائتلاف الحكومي، وتجنب انتخابات مبكرة، غداة استقالة وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، احتجاجا على وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وبعد استقالة ليبرمان، ترك نتنياهو بغالبية مقعد واحد في الكنيست، فيما يطالبه أحد أبرز منافسيه اليمينيين، وزير التعليم نفتالي بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف، بحقيبة الدفاع، مهددا أيضا بالانسحاب من الائتلاف، وسحب دعم نوابه الثمانية في حال عدم حصوله على المنصب.

Ad

ومن بين الشركاء الرئيسيين الآخرين في الائتلاف، طالب وزير المالية موشيه كحلون من حزب "كلنا" من اليمين الوسط، عدة مرات، بالدعوة إلى انتخابات مبكرة بأسرع ما يمكن، لأن وجود حكومة مستقرة ضروري للحفاظ على الاقتصاد في مساره الصحيح.

ووفقا لصحيفة "هارتس"، فإن نتنياهو ناقش التهديد الذي وجهه اليه الوزير بينيت مع المقربين منه، ولم يعلن رفضه القاطع لطلب بينيت تسليمه حقيبة الدفاع، لكنه يميل إلى رفض الطلب والاحتفاظ بالحقيبة لنفسه، وهذه خطوة قد تسرع بإعلان انتخابات مبكرة.

ويسعى نتنياهو في الوقت نفسه إلى احتواء التداعيات السياسية لقراره قبول اتفاق وقف إطلاق النار الثلاثاء، الذي أنهى أسوأ تصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة منذ حرب عام 2014.

وأظهر استطلاع للرأي أن 74 في المئة من الإسرائيليين غير راضين عن أداء نتنياهو، الملقب بـ"رجل الامن"، في مسألة التصعيد الاخير مع غزة وحركة حماس.

وأكد مسؤول من حزب "ليكود"، بزعامة نتنياهو، أنه "لا يوجد التزام بالانتخابات في هذا الوقت، لما ينطوي عليه الوضع من حساسية أمنية". وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، "يمكن للحكومة أن تكمل فترتها الزمنية. على أي حال وعلى المدى القصير سيتولى رئيس الوزراء حقيبة ليبرمان على الاقل مؤقتا". ولطالما سرت تكهنات بأن نتنياهو قد يدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة قبل موعدها في نوفمبر 2019.

على صعيد آخر، أصيب أربعة ضباط شرطة إسرائيليين بجروح طفيفة بعد أن دخل رجل مقدسي يحمل سكيناً إلى مجمع للشرطة في جبل المكبر في القدس الشرقية المحتلة إثر شجار معهم. ولم تذكر الشرطة إسم المهاجم، لكنها قالت إنه «عربي ومن جبل المكبر».

وقال الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفيلد، إن «الحادث وقع في وقت متأخر ليل أمس الأول الأربعاء في مركز شرطة حرس الحدود في منطقة حي جبل المكبر» في القدس الشرقية.

أضاف أن «المعتدي اعتلى الجدار المحيط بمركز الشرطة وتم رصده بعد ذلك»، مشيراً إلى أن «ضباط الشرطة تغلبوا عليه لكن أربعة أصيبوا بجروح طفيفة في حين أصيب المعتدي بجروح خطيرة وتم اعتقاله».

وأكد روزنفليد أن «الشرطة اعتقلت خمسة أفراد من عائلة المهاجم من جبل المكبر».

وأفاد شهود عيان ووسائل إعلام محلية فلسطينية، «ان الشرطة الإسرائيلية اقتحمت منزل عائلة الفتى (17عاما) في جبل المكبر المشتبه بتنفيذ الطعن على مركز الشرطة واعتقلت والده ووالدته وشقيقاته، وأظهرت صور الشرطة وحرس الحدود يقتادون والده وأفراداً من العائلة».

من ناحية أخرى، أطاحت مجموعة من الصور المحرجة، مدير شرطة محافظة الخليل العقيد أحمد أبو الرب عن عمله، وأحالته إلى التحقيق، بعد أن ظهر أبو الرب وهو يقوم بمساعدة جنود الاحتلال على تغيير أحد إطارات سيارة عسكرية اسرائيلية في منطقة سوسيا بمسافر يطا».