يقول نابليون بونابارت "يكون القائد مصدراً للأمل"، إذاً ليس من قبيل المصادفة استحواذ الشيخ ناصر صباح الأحمد، خلال الأيام الماضية بعد وصوله بسلامة الله إلى أرض الوطن على نصيب كبير من أحاديث وتعليقات الكويتيين، خصوصا في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام وداخل البرلمانات الكويتية المصغرة (الدواوين)، فالرجل المشهود له بالكفاءة والعمل الدؤوب والمكانة المرموقة بات بالفعل يشغل حيزاً في فكر المواطن الكويتي.

أقول هذا لأن الأمر الذي يجب ألا يغرب عن بال كل مهتم ومشغول بما تمر به المنطقة من صراعات ومشاكل، أن وجود القيادات الوطنية القوية وقدرتها على فهم حقيقة ما يجري ومواكبة الأداء وسرعة صناعة القرار الصحيح والمنطقي المستمد من الخبرة (ونضع تحت الكلمة الأخيرة أكثر من خط) هي الركيزة والضمانة للجميع، فالأوطان لا تحتاج إلى زعامات مستحدثة، بل تحتاج إلى رجالات وقيادات قادرة على صون وحدتها الوطنية وحماية مقدراتها. ومن الإنصاف أن نذكر دون أي ادعاء أو مبالغة أن الشيخ ناصر صباح الأحمد ومن خلال التجربة في عديد من المواقع التي قادها وعمل بها أثبت في أدائه أنه النموذج الأجدر والمسؤول المطلوب، فهو لا يختلف كثيرا عن والده سمو الشيخ صباح الأحمد، من حيث قدرته على مواجهة المشكلات وصناعة الاستقرار والبعد عن الاندفاع. إن الكويت وعلى الرغم من أنها البلد الخليجي الأكثر صخباً وقوة بين الدول الخليجية الأخرى من حيث حرية الرأي والمعارضة، تبقى هي أيضا النموذج الأكثر قدرة على امتلاكها قيادات قادرة على استخدام الممكن والمتاح للوصول بالدولة إلى بر الأمان، واستكمال متطلبات الحداثة وتعزيز الموارد وتوظيف المقدرات توظيفا صحيحا، هذا بالضبط ما يريده وما ينفذه الشيخ ناصر صباح الأحمد، ربما ذلك بحكم نشأته ومعاصرته للرؤى المختلفة لحكام الكويت، وتقلده مناصب سياسية أهلته لصنع القرار واتخاذه في الوقت الصحيح وبالشكل الصحيح، بما يستطيع معه أن يصوغ رؤية دولة الكويت والحفاظ على مقدراتها، وتاريخ الكويت سواء القديم أو المعاصر حافل، والحمد لله، برجال وأسماء كثيرة من ذوي الكفاءة والقدرة والرأي، كان لهم حضور قوي وجهود ملموسة، حيث غدت الكويت بفضل هذه النماذج (حكاما ومحكومين) تحتل مكانة بارزة بين شقيقاتها العربيات وبين دول العالم.

Ad

حفظ الله الكويت عزيزة برجالها الأقوياء عامرة بحب أبنائها لها.