«اندمجت المجتمعات المحلية مع المجتمع العالمي وقيمه، تتعايش مع واقعه، رغم الهوة العميقة معرفياً وثقافياً وقيمياً، لتكشف لنا أن ما وضعته هذه المجتمعات كقواعد وأصول تحكم أفكارها وعاداتها بات يرتكن إلى أُساس هش»، قال عماد عبدالوهاب حول فلسفة معرضه الأخير «فنجان ورد»، لافتاً إلى أن الأخير محاولة لتصوير هذه الحالة من التيه في الأفكار والمشاعر والرؤى والقيم في ظل الوضع المتناقض بين المحلي والعالمي، وما خلفه من فوضى واضطراب فكري جعل الصورة مشوشة ومتباينة الملامح من شخص إلى آخر».

يتابع: «هي مواجهة مع حالة الازدواجية المُغلفة بالوهم، الذي يحمل رداء التدين والأخلاق والقيم والأعراف الأصيلة، فجاءت هذه الصدمة لتكشف كم التناقض الحاصل في داخل مجتمعاتنا العربية حيث يعيش كل مجتمع بين ثقافتين ظاهرة وباطنة».

Ad

تخرج عماد عبدالوهاب في كلية الفنون الجميلة عام 1998، ودرس الفن في أكاديمية الفنون الجميلة في روما بين 2002 و2004، وحصل على درجة دبلوم الترميم من المعهد الدولي للترميم في إيطاليا، وعلى دكتواره في فلسفة الفنون من كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان 2014.

هو أول فنان مصري يشارك في ترميم أعمال التصوير بمتاحف الفاتيكان في إيطاليا عام 2003، وله عدد من المعارض الشخصية وكثير من المشاركات في المعارض القومية والجماعية.

كذلك مثَّل مصر في معارض دولية حصل من خلالها على جوائز في فن التصوير، أهمها جائزة التصوير بصالون الأعمال الفنية الصغيرة الخامس 2002، وجائزة الدولة للإبداع الفني (جائزة روما الكبرى) 2004، والجائزة الأولى «الهرم الذهبي» بصالون الشباب الـ16 لعام 2004، والجائزة الكبرى في بينالي الإسكندرية الـ23 عام 2005، وجائزة الدولة التشجيعية في الفنون لفن البورتريه 2007.

«فرق توقيت»

يستمر معرض «فرق توقيت» لشعبان الحسيني في قاعة «الباب/ سليم» بساحة متحف الفن المصري الحديث في دار الأوبرا المصرية حتى 17 نوفمبر الجاري. وقال رئيس قطاع الفنون التشكيلية في مصر خالد سرور إن أعمال الحسيني تمتاز بطابع إنساني لافت، تحرّر فيه من أية دلالات زمنية وركز على الفكرة والموضوع، فقناعاته أن الزمان والشخوص تتغير ولكن تبقى الأحداث تتكرر بصورة أو بأخرى، وتبقى القيم والأسس والأحاسيس لها نفس المعنى، مضيفاً: «الفنان تحرّر بخياله إلى فضاءات الفن والخيال ورسم مشاهد إنسانية وحياتية وواقعية بلا إطار مكاني أو زمني.. فقط الإنسان والأحداث في بيئة تصويرية شديدة الخصوبة والوهج». في حين اختصر شعبان الحسيني حديثه حول مضمون أعماله بقوله: «تتلاحق الحوادث، وتتداخل اللقطات، فندرك حينها أن فروق التوقيت عصفت بالتاريخ، ورسمت تاريخاً آخر، في زمانٍ ما، في مكانٍ ما، لأُناسٍ آخرين».