يبدو أن الحراك السياسي عاد من جديد في لبنان لحل "العقدة السنية" وتشكيل حكومة جديدة، بينما تسود حالة من الترقب في الإقليم، بانتظار الأجواء السياسية في واشنطن، بعد الانتخابات النصفية الأميركية، لمعرفة شكل ومستوى التصعيد المتوقع للرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مواجهته مع إيران، بعد فرض أشد حزمة من العقوبات الاقتصادية.

وبعد إبلاغ رئيس الجمهورية ميشال عون وفد النواب السنة المستقلين، الذين يطالبون مدعومين بحزب الله، بوزير في الحكومة الجديدة، الأمر الذي يرفض رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري منحهم إياه من "حصته" الوزارية، بأن عليهم التواصل مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال رئيس التيار الوطني الحرب جبران باسيل لحل هذا الملف، حط الأخير، مساء أمس الاول، في الضاحية الجنوبية لبيروت للقاء الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله.

Ad

واعتبرت الزيارة الليلية التي قام بها باسيل تتويجا لـ "مبادرة سرية" أطلقت خلال الساعات الماضية، وتقضي بتوزير شخصية سنية تشكل صلة الوصل بين طرفي الصراع السني، أي حركة "المستقبل" بزعامة الحريري، و"اللقاء التشاوري" الذي يضم النواب السنة الستة المستقلين.

وتوقفت أوساط سياسية أمام لقاء نصرالله-باسيل، وما تضمنه من أحاديث ركزت على ضرورة "إيجاد السبل الكفيلة لحل العقد التي تعترض إنهاء عمليّة التشكيل، وذلك على أساس المعايير الموضوعيّة والعمليّة".

وما لفت في البيان، الذي تم توزيعه على الإعلام، هو اتفاق الطرفين على "وجوب تحصين الوحدة الوطنيّة ومنع الانجرار إلى توتير البلاد أو تحريض مذهبي أو طائفي"، وهذا ما يتلاقى مع التحذيرات من ان تمسك حزب الله بتوزير نائب سني بات يهدد بتوتر مذهبي سني - شيعي، خصوصاً بعد أن رفضت القوى الأكثر تمثيلاً في الطوائف المسيحية والسنية والدرزية شروط الحزب.

ولم تخفِ هذه الأوساط تثمينها لما ورد في هذا البيان، لجهة ربطه "أهمية تعزيز الاستقرار في لبنان ملاقاة لأي تطور في المنطقة"، ما يحفزّ الجميع على "لملمة" الوضع الداخلي، من خلال حكومة وحدة وطنية تكون بمثابة الحصن المنيع لمواجهة أي تداعيات قد يكون لها تأثير على استقرار البلد ووضعه الاقتصادي والمالي. في سياق متصل، أكد عون، أمس، أنه لن يترك جهداً إلّا وسيبذله من أجل حل تعقيدات تشكيل الحكومة، معتبراً ان "الأمر يتطلب شجاعة وصبرا لنصل الى الخواتيم، لكننا سنجد الحل لأن الانتظار هو خسارة للوقت".

وفي كلمة ألقاها أمس بمناسبة حزبية، تمسك نصرالله بتمثيل النواب الستة بوزير، راهنا مشاركته في الحكومة بذلك.

وقال متوجها للحريري: "إذا كنت حقا تريد تشكيل الحكومة، تحمّل مسؤولياتك، فإن هذه الطريقة بالتحريض المذهبي والطائفي لن تؤدي إلى نتيجة".

كما توجه نصرالله للزعيم الدرزي وليد جنبلاط بالقول: "زبط انتيناتك يا وليد بك لأنها مش زابطة معك، بقيتَ 4 أشهر تؤخر في عملية تشكيل الحكومة ولا يحق لك الحديث عن التأخير اليوم".

وسأله والحزب التقدمي الاشتراكي: "من أين أتيتما بالحديث عن أن إيران تريد معاقبتكما بتأخير تشكيل الحكومة؟ هل كانت سورية أو إيران تعرقل على مدى الأشهر الخمسة السابقة؟".