تكبد الأردن خسائر هائلة، خصوصاً في الأرواح، إذ لقي 12 شخصاً مصرعهم جراء السيول التي داهمت مناطق مختلفة من المملكة نتيجة هطول مطري كثيف، بعد نحو اسبوعين من حوادث مماثلة أودت بحياة 21 شخصاً، معظمهم تلاميذ في منطقة البحر الميت.

وأعلنت وزيرة الإعلام المتحدثة باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات، أمس، ارتفاع عدد ضحايا السيول الى 11 وفاة، بينهم غطاس من الدفاع المدني، فضلاً عن اصابة تسعة آخرين. وفي وقت لاحق أعلن الدفاع المدني انه انتشل جثة طفلة لترتفع إلى 12 حصيلة القتلى.

Ad

وبينما تابعت الأجهزة المعنية عمليات الإنقاذ في عدد من مناطق المملكة، خصوصا في الجنوب والوسط بمناطق معان والبتراء ووادي موسى وفي محافظتي مأدبا والبلقاء، دعت غنيمات القاطنين في المناطق المنخفضة والقريبة من الأودية والجسور والأنفاق إلى إخلاء منازلهم، حفاظا على حياتهم، نظراً لغزارة الأمطار المتوقعة، مطالبة بالتوجه الى المدارس القريبة منهم بعد فتحها مراكز إيواء للمتضررين.

وقالت الوزيرة إن "عناصر الدفاع المدني تواصل جهودها في عمليات الإنقاذ لإخراج المحاصرين، وإيجاد مفقودين وتسيير المركبات العالقة".

وأضافت أن طائرة انطلقت لرصد المناطق التي اجتاحتها السيول، للوقوف على تفاصيل الحالة.

وتم إجلاء الآلاف بينهم عائلات من جنسيات عربية تقطن بالقرب من الأودية ومجاري السيول.

وذكر بيان للمديرية العامة للدفاع المدني في الأردن، أنه "تم تأمين الآلاف ونقلهم إلى مناطق آمنة في منطقة وادي موسى وضبعة والجفر من خلال فرق الإنقاذ".

وأكدت المتحدثة باسم الحكومة نقل 60 شخصا من منطقة ضبعة إلى مناطق آمنة بعد وفاة 3 أشخاص هناك، كما أشارت الى أن الأجهزة المعنية تمكنت من إنقاذ ٢ من المواطنين المفقودين في منطقة الوالة.

وكانت وزارة المياه الأردنية أعلنت بدء فيضان سد الوالة في مأدبا، بواقع نحو 120 مترا مكعبا في الثانية.

وأعلن الدفاع المدني أن "ما يزيد على 500 شخص من كوادره يشاركون في عمليات البحث، بإسناد من القوات المسلحة وقوات الدرك والأمن العام، في منطقة مليح للبحث عن مفقودين".

وعقد المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات في الأردن اجتماعا بحضور رئيس الوزراء عمر الرزاز، وعدد من الوزراء وقادة الأجهزة الأمنية، لمتابعة الأزمة في عدد من محافظات المملكة، خصوصا في مناطق الجنوب والوسط.

الجيش يتحرك

وأمس الأول، أمرت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية بتحريك عدد من الطائرات بعضها من طراز "سوبر بيوما" وقوارب وآليات، لتنفيذ عمليات بحث وإنقاذ في مناطق السيول، فضلا عن إرسال ناقلات جنود إلى منطقة الجفر في محافظة معان، لإنقاذ العالقين هناك في المناطق التي داهمتها السيول.

وأعلنت غنيمات أن نحو 7 آلاف سائح دخلوا مدينة البتراء الأثرية تم توجيههم الى المناطق المرتفعة إلى حين انخفاض مستوى منسوب المياه، مشيرة إلى وقف جميع الرحلات للمناطق السياحية والأثرية إلى حين استقرار الحالة الجوية.

وكشفت وزارة الداخلية الإسرائيلية أمس عن فقدان 3 سياح إسرائيليين في السيول، مشيرة إلى أنها أبلغت القنصل الإسرائيلي في عمّان بفقدان الاتصال بالسياح الثلاثة، الذين شوهدوا آخر مرّة في منطقة البتراء التاريخية.

طوارئ وإغلاق

وأعلنت السلطات الأردنية حال الطوارئ في ميناء العقبة جنوبي الأردن، وإغلاق الجامعات والمدارس، وجرى فتح المدراس والمساجد لإيواء المدنيين في المناطق المتضررة.

عائلة واحدة

وكشفت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن قصة إنسانية مؤثرة، كان ضحية لها أفراد من أسرة واحدة، فقد أدت السيول الجارفة التي اجتاحت أجزاء من مأدبا، جنوبي العاصمة عمان، إلى مقتل 4 من أسرة واحدة، وفق ما ذكرت أمس.

ونقلت الوكالة عن محافظ مأدبا، حسن القيام، قوله إن "رجال الإنقاذ عثروا على جثتين تعود إحداهما إلى أب والأخرى لابنته، وقد جرفتهما السيول بمنطقة مليح في لواء ذيبان التابع للمحافظة". كما عثر رجال الدفاع المدني على إحدى بنات الأسرة نفسها في برك وادي الوالة في محافظة مادبا، وفق ما ذكرت "بترا"، التي لم تفصح عن اسم العائلة المنكوبة.

وقبل العثور على الفتاة القتيلة في وادي الولة، عثر رجال الدفاع المدني على ابنتين للأسرة ذاتها داخل سيارة، إحداهما كانت متوفاة، فيما الأخرى، وهي طفلة ترقد في العناية المركزة بمستشفى النديم الحكومي.

وتعرضت مناطق لواء ذيبان إلى أمطار غزيرة بعد عصر الجمعة، مما أدى إلى تشكل سيول جارفة، تسببت في انهيارات بوادي الوالة وفيضان السد.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الفيديوهات التي تصور حجم الكارثة، التي تعرضت لها المملكة من جرّاء الأمطار الغزيرة.