لو أن أحداً عقد مقارنة بين الزيت الصخري وشركة «غوغل» قبل خمس سنوات لبدا ذلك غريباً. وعلى الرغم من ذلك عندما قام رئيس وود ماكينزي وكبير المحللين سايمون فلاور بهذا العمل في تقرير صدر في الأسبوع الماضي وقارن الزيت الصخري مع أسهم «فانغ» كانت لديه أسبابه الوجيهة للقيام بذلك. ويعتبر الزيت الصخري نجم هذا العقد فيما يتعلق بصناعة الطاقة العالمية، وحتى شركات النفط الكبرى تنبهت إلى هذه الحقيقة.

وفي تقرير اشتمل على تفاصيل حول العلاقة بين شركات النفط الكبرى والزيت الصخري، توقع محللو وود ماكينزي بمستقبل مشرق للطرفين، مع ارتفاع حصة الزيت الصخري في الإنتاج الاجمالي لتلك الشركات من مستوياته الحالية عند 700 ألف برميل يومياً إلى 2.2 مليون برميل في اليوم في سنة 2026 قبل أن يبدأ بالتراجع.

Ad

وسوف يمثل هذا عشر إجمالي إنتاج الشركات الكبرى، بحسب قول محلل البحوث في وود ماكينزي روي مارتن في تقرير له.

وفي غضون ذلك، لا يقتصر تأثير التوسع في الزيت الصخري بوتيرة سريعة على الشركات الكبرى لأن الشركات المستقلة الكبيرة غدت أكبر أيضاً. وكما لا حظ معلق هيوستن كرونيكل كريس توملينسون في خبر حديث حول الموضوع ذاته، فإن «تنفيذيي النفط يعلمون أنه عندما ترتفع الأسعار والإنتاج معاً يحين الوقت للبيع إلى الشركات الكبرى».

ويوجد في خريطة شركات الزيت الصخري الأميركي اندماجات الآن، ومن المحتمل أن يستمر هذا الاتجاه بعض الوقت حتى يبقى الأقوياء من اللاعبين فقط، والكل في وضع للاستفادة من المزيج المكون من تكلفة منخفضة وفعالية أعلى في الحفر والإنتاج وبالتالي تحقيق نمو متواصل في الإنتاج.

الاستحواذ اللافت

ومن بين أبرز عمليات الاستحواذ في هذا المجال حتى الآن في هذه السنة كانت بيع شركة «بي إتش بي بيليتون» لعملياتها في الزيت الصخري الى شركة «بريتيش بتروليوم» لقاء 10.5 مليارات دولار بعد أن تعرضت لضغط من جانب «ايليوت مانجمنت» للخروج من عمليات الزيت الصخري، وكذلك شراء شركة «انكانا لنيوفيلداكسبلوريشن» مقابل 5.5 مليارات دولار، واستحواذ «تشيسابيك» على شركة وايلد- هورس ريسورسز ديفيلوبمنت في مقابل 4 مليارات دولار. وبحسب توملينسون فإن القيمة الإجمالية لاتفاقات الاندماج والاستحواذ في الزيت الصخري منذ بداية هذا العام بلغت 43.2 مليار دولار.

ولكن ليست كل كبريات الشركات عازمة على التوجه نحو صناعة الزيت الصخري. فقد نأت توتال الفرنسية وإيني الايطالية حتى الآن عن هذه الصناعة، ولا توجد أي مؤشرات على احتمال تغير موقفهما هذا في وقت قريب.

ورداً على سؤال في سيراويك خلال الربيع الماضي حول سبب عدم حذو شركة توتال مسار شركات كبرى أخرى قال باتريك بويانيه الرئيس التنفيذي لتوتال « ليس لدي ثمة شيء ضد حقل بيرميان» وأضاف حينذاك أنه فكر في أنها كانت «منطقة رائعة» بالنسبة إلى المتنافسين الذين لديهم مراكز هناك.

وأضاف «بالنسبة إلى شركة مثل توتال، فإن المسألة ليست السعي إلى إنتاج 50 ألف برميل يومياً لأن ذلك غير منطقي، وعندما أفكر في مجالات الاستثمار يجب أن أستهدف 200 ألف برميل إلى 300 ألف برميل في اليوم على الأقل اذاما كنت لاعباً جاداً».

ومن الواضح أن شركة إيني الايطالية تتبع المنطق ذاته مع اهتمام الشركتين الأوروبيتين الكبيرتين في الاستكشاف في البحار - أوفشور وإفريقيا بقدر أكبر من الزيت الصخري الأميركي. وفي ضوء ضخامة رأس المال اللازم لإنتاج الزيت الصخري يمكن فهم منطقهما.

وعلى أي حال، حتى أولئك الذين أسسوا مراكز في ميدان الزيت الصخري يواجهون تحديات تتمثل في معرفة المستثمرين أيضاً لكثافة الرسملة اللازمة لإنتاج الزيت الصخري ولا يزالون يشككون في المديرين التنفيذيين.

وعلى سبيل المثال، فإن أسهم تشيسابك هبطت بنسبة 12 في المئة بعد الإعلان عن شراء وايلد- هورس، كما أن المستثمرين في الزيت الصخري يتملكهم الارتياب وسوف تحتاج الشركات إلى مزيد من الوقت والتدفقات النقدية والعوائد لاقناعهم بأن الأوضاع جيدة من جديد.

ولهذا السبب، وكما قال توملينسون في تحليله، فإن «المستثمرين سوف يحسنون صنعاً في إبقاء الضغط على شركات النفط من أجل رفع الفعالية الى الحد الأقصى وتقديم الأرباح نظراً إلى عدم وضوح المستقبل».